Taariikhda Mabaadi'da Dhaqaalaha
محاضرات في تاريخ المبادئ الاقتصادية والنظامات الأوروبية
Noocyada
مليونان يقتضيها تحسين الثروة، وهو جزء من الثروة لا يمكن تداوله؛ لأنه يبقى على طبيعته أرضا وعددا وأنعاما، وهو يبقى في يد المزارعين.
مليون يعطى لفريق العمال وأرباب الصنائع.
مليونان يرجعان إلى فريق الملاك وأصحاب الحق على الأرض.
فماذا يجري بعد تقسيم الأموال على هذه الصفة؟
يقول الفيزوقراطيون إن المليونين الذين يحصل عليهما فريق الملاك يرد مليون منها إلى الفلاحين، ويدفع المليون الآخر إلى الصناع لقضاء الأعمال التي يحتاج إليها الملاك.
فيكون مجموع ما يحصل عليه فريق العاقرين - أي الصناع - هو مليونان: واحد من المزارعين وواحد من الملاك. ولكن فريق العمال محتاج إلى مواد أولية كالطعام واللباس، فهو يرد المليونين إلى المزارعين للحصول على ما يحتاج إليه، وبهذا يرد مبلغ الخمسة ملايين إلى المخرجين الأول أي المزارعين، وهكذا يحدث في كل عام.
والذي يدهشنا نحن الآن هو أن الفيزوقراطيين لم يلتفتوا إلى أمر مهم، وهو أن الملاك حصلوا على خمسي المحصول؛ أي على مليونين من خمسة بدون أن يفعلوا شيئا، وهذا ناشئ من أن الفيزوقراطيين كانوا يعدون حق الملكية حقا سماويا مقدسا لا يمكن منازعته.
وهذا راجع إلى ما ذكرته قبل بالإجمال، وهو أن الفيزوقراطيين عاشوا في العهد القديم، فرأوا أن الهيئات الاجتماعية كان يسودها أبدا فريق ممن لا يكلفون الأعمال؛ لذا ساروا على هذا الوهم فيما يتعلق بملك العقار، وكان في ذلك مثلهم كمثل أرسطو فيلسوف اليونان الذي قال بضرورة بقاء الرق؛ لأن النظام الاجتماعي في عهده كان يقضي بوجود العبيد.
وقد دافع الفيزوقراطيون عن حق الملكية دفاعا شديدا، وأبدوا أدلة استفاد بها المحافظون من الاقتصاديين قرنا كاملا، وهاك تلك الأدلة: (1)
أن صاحب الأرض يقوم بالنفقات الأولية، وهو ما يسمى بتصليح الأرض وجعلها نافعة وقابلة للزرع، فهو إذا ربح 5/2 المحصول إنما يربح لأنه هو الذي أعد الأرض بل أوجدها على حالتها الحاضرة.
Bog aan la aqoon