Taariikhda Israa’iiliyiinta
تاريخ الإسرائيليين
Noocyada
4 وفي الأوان دائما قد ينتج الثمار أوراقه نضيرة تدوم في اخضرار
5 وكل ما يصنعه تراه في يسار ليس كذا الأشرار بل كالعصف في انتثار
6 فليس في الدين تقوم زمر الأشرار كلا ولا الخطاة في جماعة الأبرار
7 فإن ربي عالم بطرق الأخيار أما طريق فاعلي الشر فللبوار (2) سليمان
ويقال له: سليمان الحكيم، وهو ابن داود النبي الذي مر بنا اسمه وثاني ملوك بني إسرائيل، أمه بتشبع أو بتشابع اقترن بها داود بعد أن قتل بعلها أوريا، وكانت ولادته في أورشليم سنة 1033ق.م، وملك أربعين سنة 1021 إلى 981ق.م، ويسمونه بالعبرانية شلومو ومعناها ذو سلام.
لما توفي أخوه أبشالوم انتخبه أبوه من بين إخوته للجلوس على عرش المملكة وكان أصغرهم سنا، ثم تآمر بعض من الإسرائيليين واتفقوا على أن يملكوا أخاه أدونيا مكانه، غير أنه تثبيتا للأمر الإلهي أمر داود صادوق الكاهن أن ينزل سليمان إلى جيجون ويقلده الصولجان وينادي به ملكا، ثم توفي الملك داود فجلس سليمان على كرسي الملك، وكانت المملكة في أعلى ذرى المجد والسؤدد قد اتسعت مساحتها وانبسطت حواشيها، وتأيدت سطوتها وامتدت شوكتها من نهر الفرات إلى تخوم مصر ومن البحر المتوسط إلى خليج العقبة.
ولم تمض سنة على تسنمه العرش حتى أصدر أمرا بقتل أخيه أدونيا لذنب اقترفه، وألحق به يوآب رئيس جيشه الذي قتل أخاه أبشالوم، وقتل أيضا شمعي الذي أهان أباه عند هربه أمام أبشالوم عملا بوصية أبيه داود، فخلا له بذلك الجو وخضع له الشعب ودانت الحكام وتعززت به دعائم الملك وامتدت سطوته وبعد صيته واشتهر بحكمته الباهرة ودرايته وعدالة أحكامه، وواسع اطلاعه وعلمه، وانحاز إليه السواد الأعظم وأحبه شعبه لما رآه من شدة ميله إليه وسعيه في المحافظة على حقوقه وزيادة رفاهه، وزاد إيراد خزينته واتسعت التجارة في أيامه اتساعا لا مثيل له في تاريخ بني إسرائيل، وصاهر فرعون ملك مصر وعقد معاهدة تجارية مع حيرام ملك صور، فكانت سببا لزيادة المعاملات بين الدولتين اللتين اشتركتا في تجارتهما البحرية وتوثقت عرى المودة بينهما، وكان السلام والأمن سائدين مدة حكمه، والملك سعيدا عظيما.
وأتى سليمان أعمالا جليلة دلت على توقد ذهنه وسامي حكمته، واشتهر بلاطه بالغنى والأبهة، فصارت تتقرب الملوك منه وتحمل الهدايا النفيسة إليه خاطبة صداقته ووده، وأتته ملكة سبأ في موكب عظيم لتختبره فرأت من دلائل ذكائه وحكمته شيئا كثيرا حتى صغرت نفسها في عينيها، وعلمت أن ما سمعته عنه لم يكن شيئا مذكورا في جانب علمه الزاخر، وأعطاه الله من الحكمة والغنى ما فاق به سائر ملوك الأرض، وقد استخدم سليمان ما تركه له أبوه من المال الكثير والجيش المنظم لنشر رايات السلام في أنحاء المملكة، وأفرغ جهد طاقته في تحسين أحوالها وترويج مصالحها وتجاراتها، وكان ينفق الجزية التي تؤديها الأمم الخاضعة له في تشييد المباني العظيمة حاصرا اهتمامه ببناء هيكل الرب الذي شاده في جبل أرنان في أورشليم، وهو أعظم هيكل في العالم اشتغل به ما ينيف على مائة وخمسين ألف نحات ونقاش، فأتقنوا بناءه وزخرفته فجاء بناء فخيما جامعا لبهاء المنظر ومتانة البناء، والذي ساعده على تشييده هو حليفه حيرام ملك صور فإنه أرسل إليه عددا كبيرا من الرجال الماهرين في صناعة البناء والنقش، وأهدى إليه شيئا كثيرا من خشب أرز لبنان وسروه وصندله، وباشر سليمان بناء الهيكل في السنة الرابعة لملكه وأتمه في السنة الحادية عشرة، ونقل إليه تابوت العهد، واحتفل بذلك احتفالا عظيما دام عشرة أيام، أما رسم الهيكل وأثاثه ومحتوياته فمدون في سفر الملوك الأول، وهو شيء كثير يضيق عن وصفه هذا الكتاب، فاقتصرنا بالإلماع إليه لضيق المقام.
ومن أعمال سليمان العظيمة المفيدة بناؤه مدينة تدمر في العراء بين الشام والفرات تسهيلا للمواصلات التجارية وتوسيعا لنطاق التجارة، وعقد تجارة مع أوفير وهي فرضة على خليج العقبة في الهند، وأرسل سفنه مع سفن ملك صور إلى ترشيش وغيرها من البلدان فربح بذلك شيئا لا يحصى من الذهب والحجارة الكريمة، وأتى بخيل كثيرة من مصر لفرسانه ومركباته، وكان حرسه مؤلفا من اثني عشر ألف فارس وعدد مركباته الحربية 1400.
وهنا تغيرت سيرة سليمان وانقلبت طباعه، فقد رأى ما وصل إليه من الجاه والسطوة والغنى، وما بلغته مملكته من المنعة والمجد، فطغى وتجبر واتخذ في آخر أيام ملكه سبعمائة زوجة وثلاثمائة حظية من الأمم الأجنبية، مع كون التوراة حرمت على الملك تكثير النساء، فملكن قياده وسلبن لبه وأغرينه على عبادة الأوثان وتقديم الذبائح للآلهة الكاذبة، وارتكب خطايا كثيرة جرت عليه وعلى بلاده قصاصا شديدا وبلاء جسيما، وثقلت وطأة الضرائب على رعاياه، بعد أن كانوا في أمان ورغد عيش يحسدون عليهما، وانقلبت حالتهم إلى الفقر والمذلة، وقد استغنم رزون بن رداع السوري فرصة هذا الانقلاب السريع، فاستولى على دمشق وأنشأ فيها مملكة مستقلة، وضايق بها الإسرائيليين مضايقة شديدة، وغضب الله على سليمان فأسقطه من عالي مجده وباسق فخره إلى دركات الذل، وأنذره أن مملكته ستنقسم بعد مماته ولا تخضع لابنه إلا قبيلة واحدة، وقد سمي جبل الزيتون جبل الهلاك لكثرة الخطايا المتعددة التي ارتكبها سليمان عليه، وتوفي سليمان سنة 975ق.م، فانقسمت المملكة بعد وفاته إلى مملكة يهوذا، وكانت مؤلفة من عشر قبائل، ومملكة إسرائيل وكانت مؤلفة من قبيلتين فقط.
Bog aan la aqoon