Taariikhda Israa’iiliyiinta
تاريخ الإسرائيليين
Noocyada
ولما مات الإسكندر في بابل سنة 323 انقسمت سلطنته بين أربعة من قواده، فكانت اليهودية من نصيب بطليموس ملك مصر فتولى البطالسة حكمها إلى سنة 202ق.م، وكانوا يستعملون الكاهن العظيم عليها. (2-2) البطالسة
يظن المؤرخون أن بطليموس الأول الذي تولى حكومة مصر بعد موت الإسكندر ابن غير شرعي لفيلبس المكدوني أبي الإسكندر، فلما مات الإسكندر أسرع إلى مصر فملكها ولم يكد عرشه يستقر فيها حتى اشتعلت نيران الحرب بينه وبين الملوك المجاورين له، ولما كان عالي الهمة مقداما عاجلهم وتغلب عليهم الواحد بعد الآخر، ففي سنة 320ق.م حارب ملك سورية وسلخ عنه فينيقية والبقاع، ثم هاجم أورشليم واستولى عليها في يوم سبت، ولكنه عامل اليهود معاملة حسنة وسبى منهم عددا كبيرا إلى مصر وأعطاهم مستعمرة يقيمون فيها، وجاء بعضهم إلى الإسكندرية، وكانت مدة حكمه من سنة 323ق.م-285ق.م، وهو الملقب سوتر، أي: المنقذ؛ وذلك لأنه رودس من يد ديمتريوس ابن ملك سورية التي نازلها، وكاد يستولي عليها فاتخذه الرودسيون إلها وعبدوه ولقبوه بهذا اللقب.
وعقبه ابنه بطليموس الثاني الملقب فيلادلفوس، أي: محب الأخ، قيل: لقب كذلك لأنه كان كلفا بأخته التي تزوجها بعد ترملها، وقيل: بل لقب كذلك على سبيل السخرية بعد أن قتل أخويه، وكان بطليموس الأول والثاني محبين للعلوم والمعارف، أخذا بنصرتها ومهدا لها سبيل التقدم وجمعا حولها خير الشعراء والفلاسفة والحكماء والرياضيين والفلكيين، وبطليموس الثاني هذا هو مؤسس مكتبة الإسكندرية المشهورة التي كان المؤرخون يتهمون العرب بحرقها بعد فتح مصر، وإليه ينسب الاهتمام في ترجمة التوراة إلى اليونانية الترجمة المعروفة بالسبعينية
6
على أن أكثر المؤرخين لا يعترفون بصحة هذه النسبة، ويلوح لنا أنه لما كان من أكبر أغراضه تأليف الشرق والغرب والجمع بين حكمة اليهود والفلسفة، ولما كانت الترجمة السبعينية مصرية لا ريب فيها اتفق المؤرخون على أنها تمت بإيعازه، وعلى كل حال فقد كان له تأثير عظيم في تاريخ الديانة اليهودية، وتولى حكومة مصر من سنة 285 إلى 247ق.م.
وعقبه ابنه بطليموس الثالث الملقب أفرجيتس، أي: المنعم سمي كذلك لأنه أعاد إلى المصريين التماثيل التي كان قمبيز قد سلبها من بلادهم يوم استولى عليها فلقبه المصريون بهذا اللقب، وفي غزوته هذه التي بلغ فيها بابل جاء إلى أورشليم ودخل الهيكل فقدم فيه الذبائح بحسب إرشاد الشريعة، وكانت مدة حكمه خمسا وعشرين سنة، أي: من سنة 247-222ق.م.
وعقبه بطليموس الرابع الملقب فليوباتر، أي: محب الوالدين، لقب كذلك من باب الهزء لقتله أمه وعمه وغيرهما من سلالته، وكان ضعيف العزم والإرادة سيئ السيرة قاسيا، قضى عمره في سفك الدم، وحارب ملك سورية فانتصر عليه، وجاء إلى أورشليم ليقدم ذبائح الحمد ففعل، ولما أراد أن يدخل قدس الأقداس عارضه الكاهن الأعظم فاستاء من ذلك، وقيل: إنه أصيب بالفالج عقابا له فلم ينس هذه المعارضة فأساء إلى اليهود واضطهدهم، وكان على قساوته وضعفه محبا للعلوم كأبيه وأجداده، وتعاقب على عرش مصر كثيرون من البطالسة، فساءت أحكام الأواخر منهم حتى أدى الأمر إلى مداخلة الرومانيين شيئا فشيئا إلى أن استولوا على مصر بأسرها، وانتهى ملك البطالسة بموت كليوباترا عشيقة قيصر وأنطونيوس على يد أوكتافيوس، أي: أغسطس قيصر ابن أخ يوليوس. (2-3) المكابيون
لما وقعت الحرب بين أنطيوخس الكبير ملك سورية وبطليموس الخامس ملك مصر تغلب أنطيوخس على اليهودية سنة 198ق.م، فخضع اليهود لحكمه فعاملهم بالتؤدة والحلم واحترم حقوقهم وفرائضهم الدينية، ودفع ما يجب لخدمة الهيكل فاستراحت البلاد فيما بقي من حكمه، وعفا اليهود من دفع الجزية ثلاث سنوات، ولكن ابنه أنطيوخس الذي قام بعده سنة 175ق.م ولقب نفسه أبيفانيس (أي: الشهير)، ولقبه غيره أبيمانيس (أي: المجنون) لكثرة إسرافه وشره لم يسر سير أبيه مع اليهود، بل أساء معاملتهم وباع وظيفة الحبر الصالح أونياس إلى أخيه الثالث المسمى يشوع بثلاث مائة وستين وزنة من الذهب يقدمها له خراجا كل سنة، فسمى يشوع نفسه ياسون، وأدخل بين قومه كل عادة ذميمة عند اليونان؛ لأنه كان مولعا بهم وأنشأ في أورشليم ملعبا وميدانا كان الشبان يتصارعون فيه عراة حسب عادة اليونان وزاد الكهنة والعامة فسادا في أيامه، حتى إنه بعث مع شبان اليهود تقدمة إلى هيكل صور يوم عيد الإله هرقل، وكان لياسون أخ ثان اسمه أونياس أيضا، فدعا نفسه منيلاوس، وهو اسم يوناني واشترى من أنطيوخس الرتبة الحبرية بستمائة وستين وزنة، ولما لم يكن عنده ما يكفي لوفاء ما تعهد به باع قسما من آنية الهيكل ودفعه إلى أنطيوخس فأحدث ذلك حزنا عظيما في الشعب واضطرابا شديدا بينهم، وعند غياب أنطيوخس في مصر سنة 170ق.م شاع أنه مات، فجاء ياسون أخو منيلاوس بألف جندي واستولى على أورشليم وقتل كثيرين وحاصر أخاه منيلاوس في البرج، ولكنه لم يستطع أن يتسلط على المدينة تسلطا تاما، وعاد أنطيوخس من مصر وعلم بما حدث، وأن اليهود سروا لما بلغهم خبر موته فهجم على أورشليم وقتل من أهلها أربعين ألفا وباع مثل ذلك عبيدا ممن ظن أنهم ليسوا من حزبه، وكان منيلاوس معه فأخذه إلى المقدس ونزع المذبح والمنارة وسلب الخزانة وكان فيها ألف وثمانمائة وزنة، واستخف بإله إسرائيل فدخل قدس الأقداس وقدم خنزيرة وقودا على المذبح.
وأقام فيلبس اليوناني أحد أراذل فروغية حاكما على اليهودية وأندرونيكس الفاحش رئيسا على السامرة وأعاد منيلاوس الجاهل كاهنا عظيما وسافر إلى أنطاكية.
وظل فيلبس يظلم اليهود حتى عاد أنطيوخس من مصر رابع مرة سنة 168ق.م، وصمم على الانتقام من اليهود؛ لأنه كان لا يزال حاقدا عليهم، فأرسل القائد أبولونيوس ومعه عسكر جرار فدخلوا أورشليم يوم السبت، بينما كان اليهود في الصلاة فقتلوا الرجال ونهبوا الأموال، واستعبدوا النساء والأولاد وأحرقوا البيوت وهدموا الأسوار واحتلوا برج صهيون، ولم يفلت من بين أيديهم إلا الذين هربوا إلى الجبال والمغاير وبنى هؤلاء الأشرار قلعة على جبل أكرا كانوا يشاهدون منها كل من يدنو من اليهود إلى الهيكل فيهجمون عليه ويقتلونه.
Bog aan la aqoon