Taariikhda Israa’iiliyiinta
تاريخ الإسرائيليين
Noocyada
وقد رزقه الله أربعة أولاد ذكور وهم: أصلان ويوسف وإيلي وموسى، فرباهم وغرس فيهم المبادئ القويمة، وهذبهم في أحسن المدارس فنشئوا على أكمل مثال من الآداب والفضائل والمحامد.
وكأن أفكاره السامية وآماله البعيدة وهمته العالية كانت توحي إليه أن يجول في ميدان الحياة جولة المقتدر الحازم، لا سيما وأن أبواب النجاح كانت مفتوحة أمامه فانخرط في سلك التجار العظام، واشترك مع البارون منشه وغيره وأسسوا محلاتهم الشهيرة في مصر والإسكندرية ولندن باسم «منشه وشركائه».
ولما كبر أنجاله وظهرت عليهم ملامح النجابة والذكاء والاقتدار على العمل انفصل عن محل منشه، وباشر الأعمال مع أولاده بهمة ونشاط لا مزيد عليهما، ففتح ثلاثة محلات في باريس ومصر والإسكندرية، وأناط إدارة محل باريس بابنه المسيو إيلي، وإدارة محلي مصر والإسكندرية بابنه أصلان وإخوته بالاشتراك مع عائلة أجيون وبيحا بك.
وقد تولى رئاسة الطائفة الإسرائيلية في القطر المصري مدة حياته، فأظهر من المقدرة والغيرة على مصالح أبنائها ما لا يزال مسطرا له بمداد الثناء والحمد، وقد توفي ابنه الأكبر الخواجه أصلان في 2 فبراير سنة 1883، ثم توفي هو في 3 أبريل من السنة نفسها، فكان لوفاتهما رنة حزن وأسف في كل أنحاء البلاد الشرقية عموما والمصرية خصوصا، وفقدت مصر بفقدهما ذخيرتين من أعظم ذخائرها، ولكن حضرات أولاده الأفاضل أبوا إلا أن يبقى ذكر أبيهم المحبوب مخلدا فأبقوا محلاتهم، كما كانت باسم «يعقوب منشه قطاوي وأولاده»، وهي الآن لا تزال آخذة في النجاح عاما بعد عام يضرب المثل بأمانتها ووفائها وحسن معاملاتها.
ولما زار المرحوم البرنس رودولف ولي عهد ملك النمسا القطر المصري احتفل يعقوب بك قطاوي بقدومه احتفالا يليق بمقامه السامي، وأحب أن يجعل لزيارته هذه تذكارا جليلا وأثرا حميدا، فشرع في بناء مستشفى في العباسية لأبناء الطائفة النمسوية في مصر فسر البرنس بذلك، وطلب أن يضع بيده الكريمة الحجر الأول من أساسه، وقد جرى لذلك احتفال باهر حضره نخبة من عيون أعيان مصر وعظمائها وجمهور عظيم من الناس على اختلاف مللهم ونحلهم، ولكن أبت التقادير أن يتم بناء هذا الأثر الحميد في حياة صاحب الترجمة، فتوفي إلى رحمة ربه وقام أنجاله الكرام بعده، فأتموا بناءه وسلموه إلى نائب الحكومة النمسوية. (2-2) المرحوم أصلان بك يعقوب قطاوي
أصلان بك يعقوب قطاوي، ولد في مصر سنة 1824 واقترن بالسيدة جراسيا، فرزق منها خمسة أولاد ذكور وخمس بنات، والأحياء من أولاده الذكور الآن هم: حضرات الخواجه جاك ويوسف بك والخواجات أدولف وإميل، وأخواتهم، وكلهم على جانب عظيم من الفضل والنبل ومكارم الأخلاق، ولا غرو فإنهم من سلالة ذلك الرجل العظيم صاحب الصيت الحسن والمآثر الحميدة، وهم يديرون أشغال البنوك، كما هو مشهور ومعلوم.
وكان المرحوم أصلان بك قد اشترك في أعمال وتنفيذ مشروع معمل تكرير السكر مع الخواجات إخوان سوارس، وكان رئيسا في محل إدارة ذلك المعمل مدة حياته، وقد توفاه الله في اليوم الثاني من فبراير سنة 1883، فحفظ أولاده الكرام كرامة أبيهم وحافظوا على مبادئ جدهم الشريفة، ولا تزال أعمالهم سائرة من حسن إلى أحسن. (2-3) يوسف بك يعقوب قطاوي
يوسف بك قطاوي.
ولد يوسف بك في مصر في 15 مايو سنة 1845 وتخرج في مدارسها، ولما بلغ السن الذي يخوله الظهور في ميدان الأعمال أخذ يتمرن على أشغال البنوك، ثم اقترن بكريمة حاخام باشي الطائفة الإسرائيلية في ذلك الوقت في سنة 1865، فرزقه الله منها بنين وبنات، منهم الخواجات إيلي وموريس وألبير، فالخواجه موريس كان ميالا إلى الهندسة فتعلمها واتخذها حرفة له، والباقون اشتغلوا في البنوك كما يشتغل حضرة والدهم.
وكانت جمعية الطائفة الإسرائيلية قد اجتمعت اجتماعا كبيرا عند وفاة المرحوم يعقوب بك قطاوي رئيسها إذ ذاك، وقر قرارها على أن تطلب من جناب يوسف بك وشقيقه موسى بك أن يترأساها مكان المرحوم والدهما، فلبيا طلبها عن طيب نفس حبا بعمل الخير ومساعدة البائسين، ورغبة في رفع منار هذه الطائفة والذود عن مصالحها، فقاما في أعباء هذه الخدمة الشريفة بما اشتهر عنهما من الغيرة والهمة يبذلان جهدهما في خيرها، ويسهران على أوقافها ومبراتها وسائر شئونها.
Bog aan la aqoon