Taariikhda Israa’iiliyiinta
تاريخ الإسرائيليين
Noocyada
ولا يتوهم القارئ أن جمعية الاتحاد الإسرائيلي أنشأت كل هذه المدارس في الجهات والبلاد لتعليم الإسرائيليين فقط قافلة أبوابها في وجه غيرهم، فإن مدارسها تقبل في صدرها الرحب الأولاد والبنات على اختلاف مذاهبهم ونزعاتهم، وتعتني بتربية الجميع على السواء بقطع النظر عن مسائل الاعتقادات الدينية، ومما يدلنا على ذلك الإحصاء الأخير الذي وضعته الجمعية عن عدد التلامذة في كل مدارسها، ويظهر منه أنه يوجد فيها 300 تلميذ بين مسلم ومسيحي، ففي مدرسة حمدان خمسة وعشرون تلميذا من العائلات الإسلامية الشريفة العريقة في الحسب والنسب التي يمتد أصلها إلى الإمام علي، وهو برهان كاف ودليل واضح على أن الطوائف الأخرى عرفت غاية الجمعية النبيلة، وأخذت تعتقد فيها اعتقادا حسنا لا يشوه وجهه تعصب أعمى، أما الجمعية فقد اجتهدت وتجتهد دائما؛ لكيلا تمس اعتقادات تلامذتها بشيء، وتبذل جهدها في العناية بهم وتنوير أذهانهم والسهر على راحتهم، وهذا من الأسباب التي ساعدت على تقدم مدارسها ونجاحها نجاحا عجيبا لم تلقه جمعية قبلها.
وقد زار بعض من الرجال العظام مدارس الاتحاد في مراكش وبلاد العجم وفلسطين وغيرها، فسروا كثيرا بما رأوه من منافعها وفوائدها ودلائل تقدمها ونجابة تلامذتها، وأجمعوا على أن عمل الاتحاد نافع جدا لا يمحو ذكره كرور الأعوام وتوالي الأيام، وأنه يخلد لجمعية الاتحاد أطيب ذكر في صفحات التاريخ يعود على رجالها بالفخر والصيت الحسن.
بيد أننا نقر أنه وإن كان عمل جمعية الاتحاد الإسرائيلي بلغ مبلغا حسنا في إنشاء المدارس ومعاهد العلم والصناعة، فإنه لم يصل بعد إلى درجة الكمال ولم يف بالغاية المطلوبة، ولم ينتج النتائج المنتظرة، واللبيب يدرك لأول وهلة أن السبب فيه قلة الدراهم فإنها غير كافية لإيصال العمل إلى منتهاه، ولكن الأمل وطيد أنه لا يمضي وقت قليل إلا وتكون مدارس الاتحاد مدارس عظيمة بالغة أوج الكمال يلهج بذكرها الخاص والعام.
المعنى فيما مضى إلى أن جمعية الاتحاد أنشأت مدرسة كبيرة في أورشليم، وهي مدرسة صناعية تعد في مقدمة المدارس بنجاحها ونتائجها الحسنة، وقد زاد عدد تلامذتها في يناير سنة 1901 على 115 تلميذا منهم من يتعلم صناعة الحدادة والنجارة، ومنهم أشغال الحفر والنقش وصنع الأحذية وغير ذلك، وفيها من مهرة المعلمين والصناع عدد كاف، وكانت مصنوعات المدرسة تباع بأسعار حسنة في أورشليم مع ضيق ذات اليد فيها.
وقد خرج من هذه المدرسة سنة 1900 ثمانية وأربعون تلميذا بعد أن أتموا علومهم فيها ونبغوا في الصنائع، وأرسل بعضهم إلى المدرسة الصناعية في فريبور لتمرينهم واقتباس ما فاتهم معرفته، وقد رأت الجمعية تقدم المدرسة ونجابة تلامذتها، فأرسلت إليها عددا وافرا من التلامذة من جهات مختلفة؛ ليتعلموا فيها ويستطيعوا في المستقبل اكتساب معاشهم بسهولة.
أما دخل وخرج هذه المدرسة فكما يأتي:
س
فرنك
30
134277
Bog aan la aqoon