Taariikhda Dhaqaalaha Adduunka: Hordhac Kooban
التاريخ الاقتصادي العالمي: مقدمة قصيرة جدا
Noocyada
شكر وتقدير
1 - الفجوة الكبرى
2 - بزوغ نجم الغرب
3 - الثورة الصناعية
4 - صعود الأثرياء
5 - الإمبراطوريات العظمى
6 - الأمريكتان
7 - أفريقيا
8 - النموذج القياسيوالتحول المتأخر للتصنيع
9 - التصنيع في نموذج«الدفعة القوية»
Bog aan la aqoon
خاتمة
المراجع
قراءات إضافية
شكر وتقدير
1 - الفجوة الكبرى
2 - بزوغ نجم الغرب
3 - الثورة الصناعية
4 - صعود الأثرياء
5 - الإمبراطوريات العظمى
6 - الأمريكتان
Bog aan la aqoon
7 - أفريقيا
8 - النموذج القياسيوالتحول المتأخر للتصنيع
9 - التصنيع في نموذج«الدفعة القوية»
خاتمة
المراجع
قراءات إضافية
التاريخ الاقتصادي العالمي
التاريخ الاقتصادي العالمي
مقدمة قصيرة جدا
تأليف
Bog aan la aqoon
روبرت سي آلن
ترجمة
محمد سعد طنطاوي
مراجعة
هبة نجيب مغربي
شكر وتقدير
أتوجه بخالص الشكر والامتنان إلى كل من عمل معي مساعدا بحثيا في إعادة بناء تاريخ الأجور والأسعار في العالم: ستيورات موراي، وتشيري ميتكاف، وإيان كاي، وأليكس وولي، وفيكتوريا بيتمان، ورومان ستادر، وتومي ميرفي، وإريك شنايدر. وقد كان انتباههم إلى التفاصيل، فضلا عن أفكارهم حول المشروع ونص الكتاب، ذا قيمة هائلة بالنسبة لي. وأتوجه بالشكر أيضا إلى العديد من الأصدقاء الذين قرءوا المسودات الأولى وناقشوا هذه الموضوعات معي: بول ديفيد، ولاري إلدردج، وستان إنجرمان، وجيمس فنسكي، وتيم ليفنج، وروجر جودمان، وفيل هوفمان، وكريس كيسان، وبيتر لندرت، وبرانكو ميلانوفيتش، وباتريك أوبراين، وجيلز بوستل فيناي، وجيم روبنسون، وجين لوران روزنتال، وكين سوكولوف، وأنطونيا ستريتشي، وفرانسيس تيل، وبيتر تيمن، وجان لوتن فان زاندن، ولورانس وايتهيد، وجيف ويليامسون، ونيك وولي. كان ابني ماثيو آلن وزوجتي دايان فرانك يشعران بالسرور البالغ لعملي على هذا المشروع، كما قدما لي كل الدعم رغم استغراقي الشديد فيه وطلباتي التي لا حصر لها بالتعليق على المسودات. لقد خرج هذا الكتاب بصورة أفضل بفضل قراءتهما إياه.
وإنه لمن دواعي سروري أن أعرب عن تقديري لمجلس بحوث العلوم الاجتماعية والإنسانية الكندي، ومؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية، من خلال مجموعة تاريخ الأسعار والدخل العالمي، لتوفير التمويل اللازم لأبحاثي على مدار سنوات عديدة.
أهدي هذا الكتاب إلى ابني ماثيو، وإلى أبناء جيله، آملا في أن يساعدهم فهم كيف أصبح العالم ما هو عليه الآن في جعله عالما أفضل.
الفصل الأول
Bog aan la aqoon
الفجوة الكبرى
إن التاريخ الاقتصادي درة العلوم الاجتماعية؛ فموضوعه الرئيسي يدور حول «طبيعة وأسباب ثروة الأمم»؛ وهو عنوان الكتاب العظيم لآدم سميث. يبحث خبراء الاقتصاد عن «الأسباب» في نظرية خالدة عن التنمية الاقتصادية، فيما يجدها المؤرخون الاقتصاديون في عملية ديناميكية من التغير التاريخي. وقد صار التاريخ الاقتصادي مجالا مثيرا للاهتمام في السنوات الأخيرة؛ منذ أن أصبح نطاق السؤال: «لماذا ثمة دول ثرية وأخرى فقيرة؟» نطاقا عالميا. قبل خمسين عاما، كان السؤال هو: «لماذا اندلعت الثورة الصناعية في إنجلترا وليس فرنسا؟» وقد أكدت الأبحاث التي أجريت حول الصين والهند والشرق الأوسط على الديناميكية المتأصلة في أعظم حضارات العالم، ومن ثم يجب أن يكون السؤال اليوم هو: لماذا انطلق النمو الاقتصادي في أوروبا وليس في آسيا أو أفريقيا؟
لا تتوفر بيانات كثيرة حول الدخول في الماضي البعيد، لكن يبدو كما لو أن الاختلافات بين الدول في مستوى الازدهار في عام 1500 كانت صغيرة. ظهرت الفجوة الحالية بين الأثرياء والفقراء منذ أن أبحر فاسكو دا جاما إلى الهند واكتشف كولومبس الأمريكتين.
يمكن تقسيم الخمسمائة عام الأخيرة إلى ثلاث فترات؛ تمثل الفترة الأولى - التي استمرت منذ عام 1500 إلى حوالي عام 1800 - «العصر الاتجاري». بدأت هذه الفترة برحلات كولومبس ودا جاما، وأدت إلى تكامل الاقتصاد العالمي وانتهت بالثورة الصناعية. أقيمت المستعمرات في الأمريكتين اللتين قامتا بتصدير الفضة والسكر والتبغ؛ وشحن الأفارقة كعبيد إلى القارتين لإنتاج هذه السلع، كما صدرت آسيا البهارات والمنسوجات والخزف الصيني إلى أوروبا، وسعت الدول الأوروبية الرائدة إلى زيادة تجارتها من خلال إقامة المستعمرات، وفرض التعريفات الجمركية، وشن الحروب لمنع الدول الأخرى من الاتجار مع مستعمراتها. وقد روجت الصناعة الأوروبية على حساب المستعمرات، غير أن التنمية الاقتصادية في حد ذاتها لم تكن هي الهدف.
تغيرت الأوضاع في الفترة الثانية - «المواكبة» - في القرن التاسع عشر. ففي الوقت الذي هزم فيه نابليون في معركة ووترلو في عام 1815، كانت بريطانيا قد حققت الريادة في المجال الصناعي وتفوقت على الدول الأخرى، وقد جعلت أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية التنمية الاقتصادية أولوية لها، وسعت إلى تحقيقها من خلال بناء قياسي يتألف من أربع سياسات؛ ألا وهي: إنشاء سوق وطنية موحدة من خلال إلغاء التعريفات الداخلية وإقامة بنية تحتية للنقل، ووضع تعريفات خارجية لحماية صناعاتها من المنافسة البريطانية، وتأسيس بنوك للحفاظ على ثبات أسعار العملات وتمويل الاستثمارات الصناعية، وتوفير التعليم العام للارتقاء بمهارات القوى العاملة. وقد حققت هذه السياسات نجاحا في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية؛ حيث انضمت الدول في هذه المناطق إلى بريطانيا لتشكل ما صار معروفا اليوم بنادي الدول الغنية، بينما تبنت بعض دول أمريكا اللاتينية هذه السياسات بصورة غير كاملة ولم تحقق نجاحا كبيرا. أدت المنافسة البريطانية إلى إعاقة التنمية الصناعية في معظم مناطق آسيا، فيما اكتفت أفريقيا بتصدير زيت النخيل والكاكاو والمعادن عند انتهاء تجارة بريطانيا في العبيد في عام 1807.
في القرن العشرين، أثبتت السياسات التي حققت نجاحا في أوروبا الغربية - لا سيما في ألمانيا وفي الولايات المتحدة - عدم فعاليتها في الدول التي لم تحقق التنمية بعد. تبتكر معظم التكنولوجيا في الدول الغنية، وهذه الدول تحتاج إلى رأس مال بصورة متزايدة لزيادة إنتاجية الأيدي العاملة فيها التي تتقاضى أجورا هي الأعلى على الإطلاق. لا تعتبر معظم هذه التكنولوجيا الجديدة اقتصادية في الدول التي تنخفض فيها أجور الأيدي العاملة، لكنها في المقابل تمثل أهم ما تحتاج إليه هذه الدول للحاق بركب الغرب. تبنت معظم الدول تكنولوجيا حديثة بدرجة أو بأخرى، لكنها لم تتبنها بالسرعة الكافية التي تمكنها من تخطي الدول الغنية. أما الدول التي نجحت في رأب الصدع مع الغرب في القرن العشرين، فقد نجحت في ذلك من خلال نموذج «الدفعة القوية»، والذي استخدم التخطيط وتنسيق جهود الاستثمار لتحقيق طفرة.
قبل أن نتعرف على «كيف» صارت بعض الدول غنية، يجب أن نحدد «متى» صارت هذه الدول غنية. بين عامي 1500 و1800، حققت الدول الغنية اليوم تقدما طفيفا يمكن قياسه من خلال إجمالي الناتج المحلي لكل فرد (الجدول
1-1 ).
1
في عام 1820، كانت أوروبا بالفعل هي أكثر القارات ثراء؛ فكان إجمالي الناتج المحلي لكل فرد في أوروبا يساوي ضعف مثيله في معظم أنحاء العالم. كانت أكثر الدول ازدهارا هي هولندا التي وصل متوسط الدخل فيها (إجمالي الناتج المحلي) إلى 1838 دولارا أمريكيا للفرد. ازدهرت الدول المنخفضة خلال القرن السابع عشر، وتمثل السؤال الرئيسي للسياسة الاقتصادية في كل البلدان الأخرى في كيفية اللحاق بالاقتصاد الهولندي، وكان البريطانيون يحاولون تحقيق ذلك. كان فتيل الثورة الصناعية قد اشتعل قبل جيلين، وكانت بريطانيا العظمى ثاني أغنى اقتصاد؛ حيث وصل متوسط الدخل فيها إلى 1706 دولارات أمريكية في عام 1820 للفرد، أما دول أوروبا الغربية والدول التي كانت تتبع بريطانيا (كندا وأستراليا ونيوزيلندا والولايات المتحدة الأمريكية) فقد تراوح متوسط الدخل للفرد فيها بين 1100 و1200 دولار أمريكي. تخلفت باقي دول العالم حيث تراوح متوسط دخل الفرد بين 500 دولار أمريكي و700 دولار أمريكي، وكانت أفريقيا هي القارة الأكثر فقرا؛ حيث بلغ متوسط دخل الفرد فيها إلى 415 دولارا أمريكيا.
Bog aan la aqoon
جدول 1-1: إجمالي الناتج المحلي للفرد حول العالم 1820-2008. *
1820
1913
1940
1989
2008
بريطانيا العظمى
1706
4921
6856
Bog aan la aqoon
16414
23742
هولندا
1838
4049
4832
16695
24695
دول أوروبا الغربية الأخرى
1101
Bog aan la aqoon
3608
4837
16880
21190
الدول الأوروبية المتوسطية
945
1824
2018
11129
18218
Bog aan la aqoon
أوروبا الشمالية
898
2935
4534
17750
25221
الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، نيوزلندا، أستراليا
1202
5233
6838
Bog aan la aqoon
21255
30152
أوروبا الشرقية
683
1695
1969
5905
8569
الاتحاد السوفييتي
688
Bog aan la aqoon
1488
2144
7112
7904
الأرجنتين، أوروجواي، تشيلي
712
3524
3894
6453
8885
Bog aan la aqoon
دول أمريكا اللاتينية الأخرى
636
1132
1551
4965
6751
اليابان
669
1387
2874
Bog aan la aqoon
17943
22816
تايوان وكوريا الجنوبية
591
835
1473
8510
20036
الصين
600
Bog aan la aqoon
552
562
1834
6725
شبه القارة الهندية
533
673
686
1232
2698
Bog aan la aqoon
دول شرق آسيا الأخرى
562
830
840
2419
4521
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
561
994
1600
Bog aan la aqoon
3879
5779
دول أفريقيا جنوب الصحراء
415
568
754
1166
1387
باقي دول العالم
666
Bog aan la aqoon
1524
1958
5130
7614 *
يقيس متوسط إجمالي الناتج المحلي إجمالي ما ينتج من السلع والخدمات في أحد الاقتصادات، فضلا عن إجمالي الدخل الذي يولده. في هذا الجدول، يجري قياس إجمالي الناتج المحلي استنادا إلى قيمة الدولار الأمريكي في عام 1990، ومن ثم يمكن مقارنة حجم الإنتاج (الدخل الحقيقي) مع مراعاة الفارق الزمني واختلاف المناطق.
ملاحظة: تضم بريطانيا العظمى أيرلندا الشمالية ابتداء من عام 1940.
ما بين عام 1820 والوقت الحاضر، اتسعت الفجوات في الدخول مع وجود بعض الاستثناءات القليلة. حققت الدول التي كانت الأكثر ثراء في عام 1820 أعلى معدلات النمو؛ يتراوح متوسط الدخول في الدول الغنية اليوم بين 25000 دولار و30000 دولار، ويتراوح هذا المعدل في معظم دول آسيا وأمريكا اللاتينية بين 5000 دولار و10000 دولار، فيما وصل هذا المعدل في دول أفريقيا جنوب الصحراء إلى 1387 دولارا أمريكيا فقط. يبين الشكل
1-1
ظاهرة الفجوة في الدخول؛ حيث يوضح أن المناطق إلى يمين الشكل التي حققت دخولا أعلى في عام 1820 توافرت لديها أكثر عوامل نمو الدخل، بينما يوضح أن المناطق إلى يسار الشكل التي حققت دخولا أقل ابتداء من العام نفسه توافرت لديها عوامل نمو أقل. حققت أوروبا والدول التي كانت تتبع بريطانيا زيادات في الدخول تراوحت بين 17 و25 ضعفا. بدأت أوروبا الشرقية ومعظم مناطق آسيا بتحقيق دخول منخفضة، ثم انطلقت لاحقا لتحقق زيادات قدرها عشرة أضعاف، أما مناطق جنوب آسيا والشرق الأوسط ومعظم دول أفريقيا جنوب الصحراء فقد كانت أقل حظا؛ حيث إنها كانت أكثر فقرا في عام 1820، ولم تحقق زيادات في متوسط الدخل إلا في حدود من ثلاثة إلى ستة أضعاف؛ فقد تخلفت عن الغرب أكثر فأكثر. تلخص «معادلة الفجوة» هذا النمط.
شكل 1-1: الفجوة الكبرى.
Bog aan la aqoon
2
هناك استثناءات لهذه الفجوة في مستويات الدخول. تعتبر شرق آسيا هي المثال الأبرز على ذلك؛ حيث تمثل الإقليم الوحيد الذي تمكن من عكس الاتجاه وتحسين وضعه. وتعتبر اليابان هي قصة النجاح الأعظم في القرن العشرين؛ حيث كانت دولة شديدة الفقر لا مراء في ذلك في عام 1820، لكنها استطاعت أن تسد فجوة الدخل مع الغرب، وبالمثل، كان نمو كوريا الجنوبية وتايوان عظيما بالقدر نفسه. ويعتبر الاتحاد السوفييتي مثالا آخر، وإن كان في صورة أقل اكتمالا، وربما تكرر الصين الأمر نفسه اليوم.
شكل 1-2: توزيع حجم التصنيع في دول العالم.
3
كانت عمليات التصنيع وإنهاء التصنيع أسبابا رئيسية في هذه الفجوة في الدخول بين دول العالم (الشكل
1-2 ). في عام 1750، كانت معظم عمليات التصنيع في العالم تجرى في الصين (33٪ من إجمالي حجم التصنيع) وشبه القارة الهندية (25٪)، وكان حجم الإنتاج لكل فرد في آسيا أقل من الدول الأكثر ثراء في أوروبا الغربية، غير أن التفاوتات كانت محدودة. بحلول عام 1913، تغير وضع العالم تماما؛ فانخفضت حصة الصين والهند من إجمالي حجم التصنيع العالمي إلى 4٪ و1٪ على التوالي. في الوقت نفسه، ساهمت المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا بثلاثة أرباع إجمالي حجم التصنيع العالمي. وصل ناتج التصنيع للفرد في المملكة المتحدة 38 ضعفا لحجم نظيره في الصين، و58 ضعفا لنظيره في الهند، وليس السبب في ذلك زيادة الإنتاج البريطاني بصورة هائلة فحسب، وإنما كذلك انخفاض حجم التصنيع في كل من الصين والهند انخفاضا هائلا؛ حيث توقفت كثير من صناعات المنسوجات والصناعات المعدنية فيهما بسبب وجود المنتجين الذين يعتمدون على الماكينات في الغرب. في القرن التاسع عشر، تحولت آسيا من مركز التصنيع في العالم إلى مجموعة من الدول التقليدية غير المتطورة المتخصصة في إنتاج وتصدير المنتجات الزراعية.
يلقي الشكل
1-2
الضوء على بعض نقاط التحول الرئيسية في تاريخ العالم. بين عامي 1750 و1880، كانت الثورة الصناعية البريطانية هي الحدث الأكبر. خلال تلك الفترة، زادت حصة بريطانيا من حجم التصنيع في العالم من 2٪ إلى 23٪، وكانت المنافسة البريطانية هي السبب في القضاء على الصناعة التقليدية في آسيا. تميزت الفترة من عام 1880 إلى الحرب العالمية الثانية بتحول الولايات المتحدة الأمريكية وقارة أوروبا - لا سيما ألمانيا على وجه الخصوص - إلى دول صناعية. وصلت حصة كل من الولايات المتحدة وقارة أوروبا في عام 1938 إلى 33٪ و24٪ على التوالي من إجمالي حجم التصنيع العالمي، وفقدت بريطانيا ريادتها لصالح منافسيها؛ حيث انخفضت حصتها إلى 13٪. ومنذ الحرب العالمية الثانية، زادت حصة الاتحاد السوفييتي من إجمالي حجم التصنيع العالمي زيادة هائلة حتى عقد الثمانينيات من القرن العشرين، ثم انهارت تماما مع الانهيار الاقتصادي الذي لحق بدول الاتحاد السوفييتي بعد تفككه. شهدت المعجزة الشرق آسيوية ارتفاعا في حصتها من إجمالي حجم التصنيع العالمي متمثلة في دول اليابان وتايوان وكوريا الجنوبية؛ حيث بلغت حصتها 17٪، وكانت الصين كذلك تتحول إلى دولة صناعية منذ عام 1980، ووصلت حصتها من الإجمالي العالمي إلى 9٪ في عام 2006. وإذا لحقت الصين بالغرب، ستكون الدائرة قد اكتملت تماما وعادت إلى حيث بدأت.
الأجور الحقيقية
Bog aan la aqoon
لا يعتبر إجمالي الناتج المحلي مقياسا مناسبا للرخاء؛ إذ إنه لا يأخذ في الحسبان عوامل كثيرة مثل الصحة ومتوسط العمر والمستوى التعليمي، بالإضافة إلى ذلك، غالبا ما يجعل غياب البيانات من الصعب حساب إجمالي الناتج المحلي، كما أنه قد يكون مضللا؛ نظرا لأنه يحتسب متوسط دخول الأغنياء والفقراء معا. يمكن التغلب على هذه المشكلات من خلال حساب «الأجور الحقيقية»؛ أي قياس المستوى المعيشي الذي يتحقق من خلال دخل الفرد. توضح لنا الأجور الحقيقة الكثير فيما يتعلق بالمستوى المعيشي للفرد العادي، وتسهم في بيان أصول ومدى انتشار الصناعة الحديثة؛ إذ تتعاظم حوافز زيادة استخدام الميكنة لكل عامل مع ارتفاع أسعار العمالة.
دعنا نركز على العاملين؛ لقياس مستوى معيشتهم، يجب مقارنة أجور العاملين بأسعار البضائع الاستهلاكية، ثم يجب حساب متوسط هذه الأسعار لحساب مؤشر أسعار المستهلك. يتمثل المؤشر الذي أعتمد عليه في تكلفة بقاء الفرد حيا وفق «الحد الأدنى من متطلبات الحياة» (الطريقة الأقل تكلفة للبقاء على قيد الحياة). إن النظام الغذائي الذي يعتمد عليه العمال شبه نباتي؛ توفر الحبوب المغلية والخبز غير المختمر معظم السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم، وتعتبر البقوليات مكملات غذائية غنية بالبروتين، ويوفر الزبد أو الزيوت النباتية القليل من الدهون المطلوبة للجسم. كانت هذه الوجبة هي الوجبة القياسية في معظم أنحاء العالم في عام 1500. لاحظ تاجر هولندي يدعى فرانسيسكو بلسارت زار الهند في أوائل القرن السابع عشر أن الناس الذين يعيشون قرب مدينة دلهي «لا يملكون شيئا يأكلونه سوى القليل من الكيدجري المعد من البذور النباتية الخضراء مخلوطة مع بعض الأرز ... يأكلونها مع الزبد في المساء، وأثناء النهار يتناولون القليل من البذور المجففة أو الحبوب الأخرى.» لا يعرف العاملون «سوى القليل عن مذاق اللحم»، بل تعتبر معظم أنواع اللحوم محرمة.
يبين الجدول (
1-2 )
4
النمط الاستهلاكي الذي يحدد الحد الأدنى من الطعام الذي يحتاج إليه رجل بالغ. تعتمد الوجبة على أرخص أنواع الحبوب المتوفرة في كل بقعة من العالم، مثل الشوفان في شمال غرب أوروبا، والذرة في المكسيك، والدخن في شمال الهند، والأرز في سواحل الصين، وهكذا. تحدد كمية الحبوب بحيث توفر الوجبة 1940 سعرا حراريا يوميا، ويقتصر الإنفاق على غير الغذاء على شراء الملابس المستعملة، ومقدار يسير من مصدر طاقة وشمعة. يتركز معظم حجم الإنفاق على الطعام، خاصة الكربوهيدرات التي تمثل أساس النظام الغذائي.
جدول 1-2: سلة بضائع الحد الأدنى من متطلبات الحياة. *
الكمية لكل رجل سنويا
السعرات الحرارية يوميا
البروتين (جرام) يوميا
Bog aan la aqoon
الأطعمة
الحبوب
167كجم
1657
72
البقوليات
20كجم
187
14
اللحوم
Bog aan la aqoon