ومنهم محمود المشتهر ب«معلم زاده» وكان ملازما للمفتي أبي السعود، ودرس بمدرسة مراد باشا ثم بمدرسة داود باشا، ثم بمدرسة رستم باشا في القسطنطينية، ثم بمدرسة بنت السلطان سليمان باسكدار ثم بإحدى المدارس الثمان ومات شابا.
ومنهم محمود المشتهر ب«بابا شلبي» قرأ على المولى القادري ثم ذهب مذهب الصلاح واشتهر بالتقوى، فنصب لتعليم بنت السلطان سليمان صاحبة الخيرات الحسان، فلما تزوجت بالوزير الكبير رستم باشا أكرمه غاية الإكرام وجمع كتبا كثيرة نفيسة.
ومنهم شمس الدين أحمد بن بدر الدين المشتهر ب«قاضي زاده» وكان مدرسا في المدارس الشهيرة، وتولى قضاء حلب ثم قضاء القسطنطينية ثم قضاء العسكر، وفي زمان السلطان مراد الثالث نال الحظوة التامة وتقلد الفتوى بدار السلطنة، قال صاحب الدر المنظوم: «إنه أفحم من عارضه بشقاشقه الهادرة وأرغم من عاناه بحقائقه النادرة، كثير الاعتناء بدرسة، دائم الاشتغال في يومه وأمسه، رفيع القدر شديد البأس عزيز النفس، يهابه الناس ثم قال: إنه كان فيه من التهور المفرط والحدة ما زاد على المعتاد.
ومنهم أحمد المشهور ب«مظلوم ملك» وكان معلما لأبناء السلطان سليم، فلما جلس على سرير السلطنة السلطان مراد الثالث وقتل إخوته الذين كان هذا الشيخ معلما لهم - فقد قيل إن السلطان مراد قتل من إخوته خمسة - أصبح هذا الشيخ منكوبا، ثم قلدوه قضاء بيت المقدس ثم قضاء المدينة المنورة ثم قضاء مكة المشرفة، ثم عاد إلى القسطنطينية وكانت سيرته مرضية.
ومنهم عبد الواسع بن محمد ابن المفتي أبي السعود، كان من المدرسين المعروفين وكان يكتب الخط النادر الجميل.
ومنهم محمد بن نور الله المشتهر ب«أخي زاده»، أخذ عن عرب شلبي وعن المولى عبد الباقي، ولازم خير الدين معلم السلطان سليمان، ثم درس بمدرسة خير الدين باشا في بشكطاش وفي غيرها، ثم تقلد القضاء وانتهى بأن صار قاضيا للعساكر، وكان بحرا من بحار العلوم أنظر أهل زمانه.
ومنهم شمس الدين أحمد المعروف ب«العزمي» ولد في القسطنطينية وطلب العلم ودرس بالمدرسة الأفضلية ثم بمدرسة سنان باشا بيشكطاش.
ومنهم المولى محمد المعروف ب«صارو كرداوغلي» كان من ملازمي المفتي أبي السعود وتنقل في المدارس الشهيرة.
ومنهم المولى خضر بك بن عبد الكريم القاضي، وكان من المدرسين ، وتوفي وهو مدرس في بروسة. قال صاحب الدر المنظوم: «وكان من الغائصين في بحار العلوم، غير أنه لا يخلو عن القيل والقال، مطلق اللسان في السلف ومزدريا بشأن الخلف مع غاية الإعجاب بنفسه، لطف الله به في رمسه.»
السلطان محمد الثالث
Bog aan la aqoon