Taariikhda Dhaqdhaqaaqa Waddaniga ah ee Masar Hore: Laga soo bilaabo Waaberiga Taariikhda ilaa Qabsashada Carabta
تاريخ الحركة القومية في مصر القديمة: من فجر التاريخ إلى الفتح العربي
Noocyada
فالحالة في مصر كانت تمهيدا للفتح العربي وتفسيرا له. (2) المقوقس
وقد عين هرقل سنة 631م الأسقف قيرس (المقوقس)، وهو روماني من أصل يوناني نائبا عنه في مصر، وبطرقا ملكيا للإسكندرية عاصمة البلاد وقتئذ.
وجاء المقوقس الإسكندرية في تلك السنة، واضطهد الأقباط لإجبارهم على اتباع مذهب الحكومة الديني، وكان من مظاهر هذا الاضطهاد هجرة البطرق بنيامين من الإسكندرية قبل فتح العرب لمصر بسنين، كما سلف القول.
يقول ألفريد في هذا الصدد: «لا يذكر في ذلك العصر كله في أثناء الاضطهاد إلا شيء واحد، وهو أن الرومان كانوا يخيرون الناس بين قبول مذهب خلقيدونية بنصه وبين الجلد أو الموت، ولم يكن في عقول مؤرخي الأقباط إلا هذا الاعتقاد يدونونه في دواوينهم، فيلوح من ذلك أن قيرس أحس بإخفاقه في سعيه من مبدأ الأمر، وكان يود أن يحمل الأقباط على المذهب الذي تقرر مهما تكلف في سبيل ذلك، فلم يعبأ بعد بما أدخله الإمبراطور على هذا المذهب من التهذيب، بل كان يعرض على الناس أحد أمرين لا تعقيد فيهما، وهما قبول الدخول في الجماعة أو الاضطهاد.
وكانت البلاد كلها عند ذلك تحت يد قيرس (المقوقس) يصرفها كيف شاء، وكان جيش الرومان مرة أخرى يملك مصر، فكانت طرق الإسكندرية البراقة تتجاوب جوانبها بأصداء الكتائب البيزنطية إذ تسير فيها، وعادت جنود الروم إلى الأسوار العظيمة أسوار المدينة وآطامها ووضعت عليها آلات حربها، وبعثت المسالح إلى مدينة الفرما (بيلوز)، وهي ثغر الطريق الآتية من فلسطين إلى مصر، وإلى بلاد مصر السفلى مثل أثريب ونقيوس، وكذلك إلى الحصن العظيم حصن «بابلون» بقرب منف، ومن ثم عاد سلطان الروم فانتشر على بلاد الفيوم ووادي النيل، حتى بلغ الحدود من الجنوب عند أسوان في أسفل الجنادل، وكانت كل تلك الجنود والكتائب عند أمر «قيرس» ماثلة لإنفاذ أمره إذا ما دعاها، ولم يتحرك الأقباط بطبيعة الحال عندما عاد جند الروم إلى البلاد، ولكنهم وجدوا بعد قليل أن حكم الفرس إن لم يكن مما يحب ويرغب فيه فإن حكم الروم الجديد لم يكن حدثا يحمدونه ويفرحون من أجله، فقد وجدوا فيه أنواع العقاب وصنوف العذاب، فكأنهم وقد خرجوا من حكم الفرس إلى حكم الروم، قد رفع عنهم التعذيب بالسياط ليحل بهم تعذيب آخر من لسع العقارب؛ إذ بينما كان غزاة الفرس بعد أن استقر بهم الأمر في البلاد لا يحولون على الأقل بين الأقباط وبين التدين بما يشاءون من الدين، جاء قيرس (المقوقس) فعول على أن يحرمهم تلك الميزة الكبرى وينزعها من أيديهم.» (3) الاضطهاد الأعظم
وابتدأ الاضطهاد الأعظم عند ذلك، ويتفق المؤرخون جميعا على أنه بقي مدة عشر سنوات، أي إنه بقي كل مدة ولاية قيرس رياسة الدين، فإن أكبر الظن أن مجمع الإسكندرية كان في شهر أكتوبر من سنة 631م، وقد بدأ عهد الاضطهاد بعد ذلك بشهر واحد أو بشهرين، ولا يشك أحد في فظاعة ذلك الاضطهاد وشناعته، فقد جاء في كتاب «ساويرس»: «لقد كانت هذه السنين هي المدة التي حكم فيها هرقل والمقوقس بلاد مصر، وقد فتن في أثنائها كثير من الناس؛ لما نالهم من عسف الاضطهاد والظلم، ومن شدة العذاب الذي كان يوقعه هرقل بهم لكي يحولهم على رغمهم عن مذهبهم إلى مذهب «خلقيدونية»، فكان يعذب بعضهم ويعد البعض أحسن الجزاء، ويمكر بالبعض ويخدعهم، وقد جاء في ترجمة حياة البطريق القبطي «إسحق»، وكانت كتابتها سنة 695م، أنه في شبابه لقي قسا اسمه يوسف كان ممن شهروا بين يدي «قيرس» وجلد جلدا كثيرا؛ لأنه شهد شهادة الحق، وكذلك كان أخو «بنيامين» ممن عذبوا ثم قتل غرقا، وكان تعذيبه بأن أوقدت المشاعل وسلطت نارها على جسمه، فأخذ يحترق «حتى سال دهنه من جانبيه إلى الأرض» ولكنه لم يتزعزع عن إيمانه فخلعت أسنانه، ثم وضع في كيس مملوء من الرمل وحمل في البحر حتى صار على قيد سبع غلوات من الشاطئ، ثم عرضوا عليه الحياة إذا هو آمن بما أقره مجلس «خلقيدونية»، فعلوا ذلك ثلاثا وهو يرفض في كل مدة، فرموا به في البحر فمات غرقا.»
10 (4) التفكير في فتح مصر
كان التفكير في الفتح العربي لمصر أثناء الفتح العربي في فلسطين.
فحين كانت «بيت المقدس» على وشك التسليم للعرب، طلب أهلها بلسان البطريق «صقرانيوس» أن يصالحهم عمر بن الخطاب على ما صالح عليه دمشق، والمدن الأخرى التي تم للعرب فتحها، وأن يأتي الخليفة بنفسه ليكتب لهم عهد الصلح، فرضي عمر بن الخطاب بهذا الشرط تقديرا لمكانة بيت المقدس، وكتب إلى قواد جديد أن يوافوه بالجابية.
11
Bog aan la aqoon