Taariikhda Dhaqdhaqaaqa Waddaniga ah ee Masar Hore: Laga soo bilaabo Waaberiga Taariikhda ilaa Qabsashada Carabta
تاريخ الحركة القومية في مصر القديمة: من فجر التاريخ إلى الفتح العربي
Noocyada
وفي السنة الثامنة للهجرة (630م)، سار لفتح مكة بعد أن نقض أهلها عهد الحديبية، فتم له فتحها، وكان لهذا الفتح أثره وفضله في توحيد كلمة العرب.
وقد انتشر الإسلام أول ما انتشر بين سكان الجزيرة العربية، ولما توفي الرسول (محمد
صلى الله عليه وسلم ) في السنة الحادية عشرة من الهجرة (632م)، خلفه أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين، فوحد كلمة العرب في شبه الجزيرة واستخلص هذه الوحدة من أيدي المنتقضين عليها من المرتدين، واتجه إلى توحيد كلمة العرب عامة، فأنفذ إلى العراق سنة 12ه/634م جيشا عهد بقيادته إلى قائد من خيرة قواده، وهو خالد بن الوليد، فاستخلص العراق من أيدي الفرس في حرب خاطفة جعلت اسمه في مصاف عظماء القواد في التاريخ، وأنفذ جيوشا أخرى إلى بلاد الشام، وكانت تحت حكم الروم البيزنطيين (الرومان)، وأمر خالد بن الوليد أن يسير إلى الشام ليقود هذه الجيوش، فانتقل من العراق إلى الشام وقاد الجيوش العربية، وهزم الروم البيزنطيين في واقعة «أجنادين» بين بيت المقدس وغزة (سنة 634م/13ه).
وفي أعقاب هذه الواقعة زحف الجيش البيزنطي على مواقع الجيش العربي، فالتحم الجيشان في واقعة «اليرموك» شرقي نهر الأردن، وانتصر الجيش العربي بقيادة خالد بن الوليد انتصارا مبينا (أول سبتمبر سنة 643م)، وبهذه المعركة الحاسمة قضي على دولة البيزنطيين في الشام.
ولما توفي أبو بكر الصديق قبيل واقعة «اليرموك»، تولى الخلافة من بعده عمر بن الخطاب، وفي عهده تم فتح العراق على يد قائد عربي محنك هو سعد بن أبي وقاص، الذي هزم الفرس في معركة «القادسية» بالعراق.
وكانت معركة القادسية فاصلة لصالح العرب في العراق، كما كانت واقعة اليرموك في الشام.
وأنفذ عمرو بن العاص إلى مصر وكانت تحكم البيزنطيين أيضا، فاستخلصها من أيدي البيزنطيين سنة 640-642م، وفتح برقة سنة 643م، واستقبلت الشعوب دخول العرب هذه البلاد لا كغزاة فاتحين، بل كمنقذين لهم من اضطهاد الفرس والروم البيزنطيين، وخاصة لأن هذه الشعوب بحكم موقعها أقرب إلى العرب نسبيا وأصولا وروابط اقتصادية وثقافية وروحية، بل كان معظمهم عربا من قبل، فلا غرو أن انضموا إلى الوحدة العربية راضين مختارين، وصاروا جزءا من الدولة العربية، وقد زاد في تعلقهم بها ما رأوه من عدل الخلفاء الراشدين وولاتهم ومساواتهم بين الناس ورفقهم بالأهلين.»
3 (1) ماذا كانت عليه حال مصر قبل الفتح العربي
لكي نتفهم كنه الفتح العربي، يحسن بنا أن نتعرف حالة مصر قبل هذا الفتح، فإنها ولا شك تطالعنا بحقيقته وغايته، وأنه كان إنقاذا لها من الاضطهاد الديني وفساد الحكم الروماني.
فالرومان كانوا يعتبرون مصر مستعمرة لهم يستغلون خيراتها ويغتصبون أموالها، وكان نوابهم فيها يعاملون الأهلين معاملة جائرة لا عدل فيها ولا إنصاف، وحكام البلاد من رواد الاستعمار يرهقون الأهليين بالضرائب الفادحة لكي يملئوا خزائن الأباطرة الرومان ويشبعوا أهواءهم، والاضطهاد الديني الذي يعصف بحرية العقيدة ويزيد النفوس سخطا ومرارة، فنواب الرومان يعملون على إجبار الأهليين على اعتناق المذهب الرسمي المسيحي للدولة، ولا يقبلون منهم أن يمارسوا عقيدتهم في حرية واختيار، وكان من آثار هذا الاضطهاد أن حورب الأسقف «بنيامين» بطريق الإسكندرية؛ لأنه رفض الإذعان لهذا الاضطهاد، واضطره قيرس (المقوقس نائب هرقل) كما سلف القول، إلى الهجرة من الإسكندرية والاختفاء بأديرة الصعيد عدة سنوات، ولم يظهر إلا بعد الفتح العربي الذي أطلق الحرية الدينية من عقالها.
Bog aan la aqoon