Taariikhda Dhaqdhaqaaqa Waddaniga ah ee Masar Hore: Laga soo bilaabo Waaberiga Taariikhda ilaa Qabsashada Carabta
تاريخ الحركة القومية في مصر القديمة: من فجر التاريخ إلى الفتح العربي
Noocyada
على أنه أراد أن يقترب من الوجه البحري ليكفل الإشراف عليه وحسن إدارته، فأنشأ مدينة منف
4
أو منفيس كما يسميها اليونانيون.
وبدأ بإقامة قلعة اشتهرت باسم «القلعة البيضاء»، التي صارت نواة للمدينة التاريخية العظيمة التي عرفت باسم «منف»، واتخذها مركزا لإدارة الدلتا وموقعا حربيا هاما.
وفي سبيل إنشائها أقام جسورا لتجفيف بعض المناطق التي كان يغمرها الفيضان شرقي موقعها، وكان النيل يجري لجهة الصحراء الغربية، وتخلف عن هذا العمل فضاء واسع أنشأ به المدينة الجديدة، وأقام حولها جسرا هو المعروف الآن بجسر «قشيشه».
ولا ريب أن إقامة الجسور على مجرى النيل يدل على مبلغ تقدم المصريين في العلوم الهندسية.
يقول المؤرخ برستد
Breasted : إن الفضل في رقي القطر المصري في عهد الأسرات الأولى، الذي يقدر بحوالي أربعة قرون، يرجع إلى ضم سائر جهاته تحت حكم الملك «مينا» وسلالته، الذين اتخذوا مركزهم في بادئ الأمر بمدينة «طينة»، ثم انتقلوا بعد ذلك إلى منف - منفيس - وارتقت في هذه المدة حضارة البلاد وزاد عمرانها وقوي نفوذها، فسمى الأثريون هذا العهد (الدولة القديمة)، وصارت مدينة «منف» عاصمة البلاد في عهد ملوك الأسرات الثالثة إلى السادسة الذين تربعوا في دست الحكم قرابة خمسة قرون سنة 2980 إلى سنة 2475 قبل الميلاد تقريبا.
5
ويقول الدكتور أحمد بدوي عن تطور حياة مصر وسياستها بعد الوحدة: «أخذت النظم السياسية تتطور منذ أيام الاتحاد، فهي قد كانت مقبولة على التطور مدفوعة إليه دفعا قويا، وأخذت قوة السلطان الجديد التي أقامت راية الاتحاد ورفعتها تجمع في يدي صاحبها عنصرين أساسيين من عناصر النظام والسياسة والإدارة التي كانت تتبع في قطري الوادي (الوجه البحري والوجه القبلي) قبل أيام الاتحاد، وما ندري ماذا قدر «مينا» وأصحابه من تطور لأنظمة هذه المملكة المتحدة، فهم كانوا أصحاب الغلبة وأرباب النصر والسلطان، ومن حق الغالب أن يأخذ المغلوب بنظامه وأن يفرض سلطانه عليه فرضا، ولكن «مينا» وأصحابه فيما يظهر قد رأوا عند أهل الشمال (الوجه البحري) من مظاهر الحضارة ومن النظم السياسية المستقرة ما أعجبهم فأبقوا عليه وأخذوا بها وأقروها، ولعلهم قدروا أيضا ما قد يكون لعملهم هذا من أثر في إرضاء خواطر المغلوبين وتطييب نفوسهم مما ينسيهم مرارة الهزيمة وذل الانكسار، فجمعت راية الاتحاد دولتين عظيمتين إحداهما في الجنوب والأخرى في الشمال، وأخذت الأمور تجري بكل من الدولتين على سنتها الخاصة ومنهاجها القديم، فنظام للجنوب ونظام للشمال، وإدارة للجنوب وإدارة للشمال، ووزير للجنوب ووزير للشمال، وسلطان واحد فوق هذا كله يدبر الأمر من القصر فيشقى بذلك كله، ويعالج مشاكله ويعاني متاعبه وربما يلقى من ذلك ألوانا من العنت والمشقة.»
Bog aan la aqoon