Taariikhda Hama
تاريخ حماة
Noocyada
وفي سنة 742 عزل الملك الأفضل محمد بن الملك المؤيد أبي الفداء ونقل إلى دمشق، وقد عزله الأشرف ابن السلطان محمد بن قلاوون، والسبب في عزله أنه كان في مبدأ أمره قد حذا حذو أبيه وأظهر العدل والزهد ثم تغير بعد ذلك وتبدل وجار في حكمه، ومما عمله من الجور وكان الباعث الأعظم لعزله أنه حبس تاج الدين بن عز الدين المسمى طاهر بن قرناص
21
بين جدارين، وكان هذا الرجل من أعظم رجال حماة، وبقي محبوسا بين الجدارين لا طعام ولا شراب حتى توفي، وقطع الملك الأفضل شجر بساتينه ظلما لأمور تافهة.
وبعزل الملك الأفضل اندرس اسم «ملك» من حماة وصار من يولى يسمى حاكما أو نائبا أو عاملا وليس له سلطة الملوك السابقين وإنما يستبد إذا شاء فيضر وينفع.
لما عزل الأفضل ولي بعده مملوك أبيه «طقزتمر»، ورحل الأفضل إلى دمشق فلم تطل المدة حتى أدركته الوفاة فنقل إلى حماة في السنة التي عزل فيها، وخرج طقزتمر مستقبلا جنازته، ولما رآها بكى وأقسم أنه ما قبل أن يكون مكانه إلا أملا بعود الملك إليه إكراما لوالده رحمه الله، وقد دفن عند أبيه في تربته في جامع أبي الفداء بمحلة باب الجسر فكانت مدة ملكه عشر سنين. وبعد برهة نقل طقزتمر إلى حلب، وولي على حماة الأمير العالم علم الدين الجاولي، ولم تطل مدته لأنه نقل إلى غزة وولي مكانه محمد آل ملك ثم عزل وعين بدله الطنبغا المارداني.
وفي سنة 743 نقل الطنبغا إلى نيابة حلب، وعين لحماة يلبغا التجباوي وكان شابا حسنا عفيفا عن مال الرعية فاستقام برهة ثم نقل إلى حلب عاملا عليها، وولي على حماة طقزتمر الأحمدي وكان عاقلا عادلا.
وفي سنة 745 هطلت أمطار غزيرة ففاض نهر العاصي وأغرق دورا كثيرة فخربها وأتلف بساتين البلد وتضرر الناس بذلك ضررا فاحشا.
وفي سنة 747 نقل نائب حماة طقزتمر إلى حلب وولي مكانه أسندمر العمري. وفي سنة 748 وقع بين سيف بن فضل أمير عرب البادية وبين أحمد وفياض من الأمراء أيضا حرب فانكسر سيف ونهبت أمواله، وكانت هذه الحرب ضربة قاضية على بادية حماة؛ فإن البدو طفقوا ينهبون القرى ويغيرون على حماة والمعرة فينهبون ما يجدونه، وقد قطعت الطرق وفقد الأمن وأتلفت الكروم وأكل الزرع والمقاتي؛ ففر الفلاحون واندرست القرى، ومن ذاك الحين تناقص عمران حماة وغدا العرب يقطعون السبل وينهبون من أطراف البلد حتى نهاية القرن الثالث عشر، وقد اشتد في ذاك الحين الغلاء حتى كاد الناس يأكلون بعضهم.
وعلى عقب هذه الحوادث جاء الطاعون الجارف ففتك في الأنفس في حلب ودمشق وحماة فكان شديد الوطأة قوي الشكيمة يدخل البيت فيجعل العشرة واحدا أو اثنين، وربما خلت الدار من السكان بتاتا. قال ابن الوردي رحمه الله:
يا أيها الطاعون إن حماة من
Bog aan la aqoon