Taariikhdii Dagaallada Carabta ee Faransiiska, Iswiiserlaan, Talyaaniga, iyo Jaziiradaha Badda Dhexe
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
Noocyada
ورموها بالمجانيق وهرب أهلها عنها وتركوها، فغنم المسلمون ما فيها وأحرقوها، وأرادوا هدم سورها فلم يقدروا عليه؛ لأن عرضه كان سبعة عشر ذراعا، فثلموا فيه ثلمة ورجعوا، ثم أغزى عبد الرحمن حاجبه عبد الكريم في العساكر إلى بلاد برشلونة فعاث في نواحيها وأجاز الدروب التي تسمى «البرت» إلى بلاد الفرنجة، فدوخها قتلا وأسرا وسبيا، وحاصر مدينتها العظمى «جيروندة»
23
وعاث في نواحيها وقفل، وقد كان ملك القسطنطينية من ورائهم «توفيلس»
24
بعث إلى الأمير عبد الرحمن سنة 25 بهدية يطلب مواصلته ويرغبه في ملك سلفه بالمشرق من أجل ما ضيق به عليه المأمون والمعتصم، حتى أنه ذكرهما له في كتابه إليه، وعبر عنهما بابني مراجل وماردة
25
فكافأه الأمير عبد الرحمن عن الهدية وبعث إليه يحيى الغزال من كبار أهل الدولة، وكان مشهورا في الشعر والحكمة، فأحكم بينهما الوصلة وارتفع لعبد الرحمن ذكر عند مناغيه من بني العباس، ويعرف الأمير عبد الرحمن بالأوسط؛ لأن الأول عبد الرحمن الداخل والثالث عبد الرحمن الناصر، ثم توفي عبد الرحمن الأوسط سنة ثمان وثلاثين ومائتين بربيع الآخر لإحدى وثلاثين سنة من إمارته، ومولده بطليطلة في شعبان سنة ست وسبعين ومائة.
وكان عالما بعلوم الشريعة والفلسفة وكانت أيامه أيام هدوء وسكون، وكثرت الأموال عنده، واتخذ القصور والمتنزهات وجلب إليها المياه من الجبال، وجعل لفضلها مصنعا اتخذه الناس شريعة وأقام الجسور، وبنيت في أيامه الجوامع بكور الأندلس، وزاد في جامع قرطبة رواقين، ومات قبل أن يستتمه، فأتمه ابنه محمد بعده، وبنى بالأندلس جوامع كثيرة، ورتب رسوم المملكة واحتجب عن العامة. قال: وكان كثير الميل للنساء، وولع بجاريته «طروب» وكلف بها كلفا شديدا وهي التي بنى عليها الباب ببدر المال حين تجنت عليه وأعطاها حليا قيمته مائة ألف دينار. أ.ه.
وجاء في النفح كلام طويل عن محبة هذا الأمير لطروب ولغيرها من الجواري، ولم يقل: إنه خطب ابنة شارل الأصلع ملك فرنسة، ولم أذكر أن «دوزي» الذي استقصى في الكلام عن عبد الرحمن الثاني وسيرته الشخصية ذكر شيئا من هذا.
ونعود إلى سياق حديث «رينو» عن أمراء بني أمية ومغازيهم في إفرنجة، فهو يقول: إن عبد الرحمن الداخل كان استخلف ابنه هشاما من بعده، وأن هشاما لأول حكمه وجد الفتن مشتعلة في أكثر البلاد، فأراد أن يشغل الأمة عن الفتن الداخلية بجهاد العدو الخارجي؛ لأنه أجمع شيء للكلمة، وكان يريد أن يتلافى ما نقص من المملكة بغارات ببين وشارلمان الأخيرة ويخضد شوكة مسيحيي بلاد استوريش وشمالي الأندلس فأجمع على قتال المسيحيين في كل مكان، وفي أيامه كثرت القالة بأن المسلمين لا يقدرون إلا على قتال بعضهم بعضا، وأفتى بعض الفقهاء بأنه لا يجب دفع الخراج لأمراء لا يعرفون أن يقاتلوا إلا أمة محمد وحدها، وكانوا يضربون الأمثال في خدمة الإسلام بخلفاء بغداد الذين كانوا يواصلون غزو مملكة القسطنطينية.
Bog aan la aqoon