Taariikhda Fanka iyo Sawirrada ugu Caansan
تاريخ الفنون وأشهر الصور
Noocyada
وقريب من «سيزان» في نزعته «فان جوخ» الذي ولد سنة 1853 ومات منتحرا سنة 1890. وهو هولندي كان أبوه قسيسا، فنشأ وقد أشبعت نفسه بالتعصب الديني. واشتغل في باريس ببيع الرسوم، ثم صار معلما في إنجلترا، وعاد إلى أمستردام لكي يصير قسيسا، ولكنه ترك كلية اللاهوت التي التحق بها وقصد إلى منطقة عمال المناجم في بلجيكا باعتباره مرسلا دينيا، وهناك درس أحوال هؤلاء العمال وعطف عليهم حتى لفت نظر ولاة الأمور بعطفه، وكان يعطي العمال كل ما يملك حتى كان يجوع أحيانا ويؤثرهم على نفسه، وكان يتلهى ويزجي السأم برسمه أشخاصهم.
وقد بدأ «فان جوخ» هاويا، ولكنه أتقن الرسم وسار على طريقة التأثريين وجعل مقامه في أرل في جنوب فرنسا، وهناك ظهرت عليه عوارض الشذوذ، فإن إحدى فتيات الحانة عرضت عليه أن يهدي إليها هدية. فلما أبى طلبت منه على قبيل المزاح أن يهدي إليها أذنه الضخمة. فلما كان عيد الميلاد وجدت الفتاة طردا من طرود البريد قد أرسل إليها، فلما فتحته وجدت أذنا ما يزال دمها ينضح. وذهب الطبيب إلى «فان جوخ» فألفاه محموما يهذي. وحمل المسكين إلى المارستان حيث بقي مدة، ثم خرج بعد أن شفي. ولكن السوداء ما زالت تعاوده وتظلم ذهنه حتى انتحر سنة 1890.
ومع جنونه فإن رسومه تدل على إنسانية عجيبة، وأحسن رسومه صورة «المساجين يؤدون التمرين اليومي» في فناء السجن. فإنها تدل على العطف الإنساني وتبعث في النفس الأسى والحزن العميق لهؤلاء المساكين.
ويبدأ الشذوذ والانحراف في «جوجان» الذي ولد سنة 1848 ومات سنة 1903. وهو فرنسي من أم بيروية، قضى شبابه في السياحة ولم يشرع في الرسم إلا وهو حوالي الثلاثين. وكان يرسم على طريقة التأثريين، ولكنه حوالي 1891 هجر فرنسا إلى تاهيتي مؤثرا معيشة المتوحشين ورسمهم على معيشة المتمدنين. وعاد إلى باريس في أواخر القرن الماضي وهو يدعو إلى طريقة جديدة في الرسم والحياة فلقيت دعوته قبولا عند أولئك المنهوكين الذين اصطلح على تسميتهم «أبناء آخر القرن» أولئك الذين لا يطيقون تكاليف الحضارة وما تطلبه من الأعصاب من الجهد فينزعون إلى السذاجة والرجوع إلى الفطرة. وأحسن رسومه التي تمثل هذه السذاجة «امرأتان من تاهيتي».
وقد تبع «جوجان» كثيرون من الفرنسيين أطلق عليهم اسم «الوحوش» لأنهم يؤثرون حال البداوة والتوحش على الحضارة.
وهذه الرغبة في السذاجة نجدها على أوفاها عند «هنري ماتيس» الذي ولد سنة 1869. وقد سار أولا على الطريقة التأثرية، ولكنه بالغ في الرغبة في البساطة كما يرى القارئ في صورته «رأس امرأة».
وظهر عقب «الوحوش» مدرسة أخرى هي مدرسة «التكعيبيين» التي ما يزال الشك قائما حول مؤسسها هل هو «براك» الفرنسي أو «بيكاسو» الإسباني. وتتصل حركة «التعكيبيين» بحركة «الوحوش» من ناحية الرغبة في الرجوع إلى الأصل والفطرة. فإن «التكعيبيين» قالوا: إن البلورة هي الشكل الفطري الأصلي في الطبيعة، ولذلك علينا أن نتخلص من الأقواس ونضع مكانها الزوايا كما نرى في أشعة البلورة. ثم علينا أن نستعمل الخطوط المستقيمة لأنها أقوى من الخطوط المنحنية. ولذلك فهي أجمل لأن الجمال في القوة.
ويمكن الرد على هذه المدرسة بأن الوردة أضعف الأشياء وأجملها معا، وأن القنطرة أقوى من الخط المستقيم.
ونشأت بعد ذلك مدرسة إيطالية أخرى يدعون أفرادها أنفسهم «الاستقباليين». ولهم غايات أدبية وفنية يرمون منها إلى ألا يغمر التاريخ الماضي حاضر إيطاليا. وزعيم هذه الحركة «مارينتي» الذي ولد بالإسكندرية. ومن أحسن أو أغرب رسامي هذه المدرسة «جوا كيمو بالا». وربما كانت أعظم ميزات هذه المدرسة أنها تحاول أن تنقل إلى الناظر الإحساس بالحركة في الرسم.
وقد استعمل الرسامون الإنجليز الطريقتين «التكعيبية» و«الاستقبالية» مدة الحرب الكبرى في نقل مشاهد الحرب.
Bog aan la aqoon