Taariikhda Fanka iyo Sawirrada ugu Caansan
تاريخ الفنون وأشهر الصور
Noocyada
وربما كان أكبر العيوب التي تعاب بها الفنون هو العرف الاجتماعي الذي يقضي على رجل الفن بأن يحد من بصيرته، ويكف خشية العقاب عن ممارسة أشياء تدعوه نفسه إلى ممارستها في الفنون، فقد حرم مثلا رجل الفن العربي من ممارسة النحت والرسم من الطبيعة الحية بحكم العرف الديني.
وهذا العرف قد تصنعه الهيئة الاجتماعية حين تلزم رجل الفن بأن يراعي الأخلاق ولا يتمادى في الحرية، فتمنعه مثلا من أن ينحت أو يرسم رجلا أو امرأة عارية، مع أن دواعي فنه قد تدعوه إلى ذلك، أو حين يضع الدين حدودا للفنون، فيحد بذلك بصيرة الأمة، كأن يحرم النحت أو الرسم، أو حين ينشأ بين أهل الفن نفسه عرف يحد من نزعة التجديد، كأن يرسم الرسام أو ينحت المثال على غرار من سبقوه فلا يبتدع وإنما يقنع بالجري على خطة السلف، والبدعة شرط أساسي للرقي سواء أكان ذلك في البصيرة أم العقل، في الفنون أو العلوم، وذلك لأن الجمود يناقض الطبيعة التي تدأب في الرقي والتطور، فإذا لم ينزع رجل الفن نزعتها ويرقى ويتطور ويبتدع فإنه يخالف أهم شروط الفن الصحيح، وهو استكناه روح الطبيعة وسبقها إلى مراميها.
ويمكننا أن نلخص هذا الفصل في الكلمات التالية على سبيل التذكير:
إن الجمال ذاتي؛ أي: في رأس رجل الفن وليس في الطبيعة.
إن الباعث الذي يبعثنا على ممارسة الفن أننا لا نجد في الطبيعة أو المواد التي حولنا مشتهانا من الجمال.
إننا والطبيعة نتفق في الغاية، فأرقى الأحياء في التطور هي أيضا أجملها في نظرنا.
إننا ندرك الجمال ببصيرتنا وليس بذهننا، فالجمال يطرب النفس ولو كان غير معقول.
الفن هو الصلة بين الإنسان والطبيعة، ولكن رجل الفن لا يقنع بنقل الطبيعة بل يتجاوزها إلى كنهها ومرماها، فهو يبني فنه على أساس من الواقع، ولكنه يتسامى به إلى الخيال، وهو في ذلك لا يناقض الطبيعة بل يسبقها إلى غايتها.
الفنون كلها متجانسة؛ لأنها تنبع من معين واحد هو البصيرة، وعلى ذلك يمكن أن نقول: إن أقربها إلى البصيرة وأبعدها عن الذهن هو أفضلها.
للفنون الجميلة عيوب كثيرة منها الجنوح إلى العقل دون البصيرة، ومنها الأنانية، ومنها المحاكاة، وأكثر هذه العيوب شيوعا هو العرف الذي يحد من حرية رجل الفن.
Bog aan la aqoon