في الطور الأول دون في الثاني ، وما دون في الثاني جمع ووزع على الأبواب والعناوين في الدور الثالث.
ولا شك ان الطور الأول ، حسب تعبير المؤلف ، يبتدئ بعد وفاة الرسول وينتهي بانتهاء عصر الصحابة. ولم يقم المسلمون في هذا العصر بتدوين شيء من الأحكام أو الحديث ، حسبما يزعمه المؤلف النووي ويقره الأستاذ محمد يوسف موسى ، وانما كان التدوين في خلال المدة من سنة 100 الى سنة 150 ويتفق في ذلك مع ما ذكره الخضري (1).
قال : اما السنة فمع كثرة روايتها في هذا الدور (ويعني به دور التابعين) وانقطاع فريق من علماء التابعين لروايتها ، لم يكن لها حظ من التدوين ، الا انه لم يكن من المعقول ان يستمر هذا الأمر طويلا مع اعتبار الجمهور للسنة انها مكملة للتشريع ببيانها للكتاب ، ولم يكن ظهر بين الجمهور من يخالف هذا الرأي. وأول من تنبه لهذا النقص الامام عمر بن عبد العزيز على رأس المائة الثانية للهجرة ، فقد كتب الى عامله بالمدينة أبي بكر بن محمد بن عمر بن حزم ان انظر ما كان من حديث رسول الله (ص) فاكتبه ، فاني خفت دروس العلم وذهاب العلماء. ثم قال : وامتاز من رجال هذا الدور محمد بن مسلم بن شهاب الزهري بكتابة السنة (2).
وقد ذكرنا في ما مضى ان الدكتور محمد يوسف لا يؤيد النظرية القائلة بأن عصر الصحابة كان خلوا من التدوين ، لأنه أقر نبأ الصحيفة
Bogga 151