125

Taariikhda Fayyum

تاريخ الفيوم

Noocyada

نذكر هنا تراجم الموظفين والأعيان، وهي أربع وعشرون ترجمة، ثم نردفها بصورهم، وسنأتي بالتراجم على الترتيب الآتي وهو: ترجمة محمود بك صبري مدير الفيوم سابقا، ثم عدلي بك يكن مديرها الحالي، ثم إسماعيل بك إلياس مفتش الدومين، ثم يوسف بك الحكيم مفتش الدائرة السنية. أما باقي التراجم فسنأتي بها مرتبة على حروف ألف باء، ما عدا ترجمة المؤلف لهذا التاريخ فإنها ستوضع في آخر التراجم، وبمثل هذا الترتيب سترتب الصور.

عزتلو أفندم محمود بك صبري مدير الفيوم سابقا

رجل أشغال، وغاية أعمال، وقف موقف المجتهدين، وتمسك بعروة المجدين، يرمي في الرياضة بنصيب، ويضرب فيها بسهم يصيب، ينتهي نسبه إلى الإمام علي، وهاك ترجمته:

هو محمود بك صبري ابن المرحوم السيد صالح الصيرفي ابن المرحوم السيد أحمد الصيرفي ابن العالم الواصل السيد أبي الحسن علي الصيرفي، من سلالة الإمام الحسين ابن سيدنا علي بن أبي طالب، كرم وجهه. تخرج السيد أبو الحسن المذكور بالأزهر على مذهب الشافعي مع الإلمام بالحنفي لدرجة التدريس والإفتاء، وكان أخيرا نقيب الأشراف برشيد. توفي في سنة 1236 هجرية، ودفن بمسجد الشيخ تقي، وله ضريح يزار للآن. ولد صاحب الترجمة بإسكندرية سنة 1269ه، واعتنى المرحوم والده بتربيته فأدخله أحد المكاتب الأهلية ثم التجهيزية بإسكندرية ثم المهندسخانة، وبعد أن تمم الهندسة النظرية والعملية واللغة الفرنساوية تعين معيدا للعلوم الرياضية بتلك المدرسة براتب 250 قرشا شهريا، ثم نقل إلى ديوان الأشغال مهندسا ثم إلى الحربية ضابطا سنة 1871م بقلم عموم أركان حرب تحت رياسة الجنرال أستون الأمريكاني، ثم رقي لرتبة ملازم أول، ثم مارس الفنون العسكرية حتى برع فيها، وأحيل عليه تدريس العلوم الرياضية والفنون الحربية لضباط الألايات بالعباسية، ثم انتخب لمأمورية اكتشافية بجهات الزنجبار وأواسط أفريقيا تحت رئاسة الكلونيل بودري الأمريكاني، وحينئذ نال رتبة يوزباشي، ولما عاق هذا المشروع بعض دواع سياسية صرفت الحكومة النظر عن هذه المأمورية.

ثم عين في مأمورية اكتشافية من قنا إلى برانيس - على البحر الأحمر بين القصير وسواكن - ومنها إلى بربر بالصحراء الشرقية للنيل، ثم إلى أبي حمد، فكروسكو بالعتمور، واستغرقت هذه المأمورية تسعة أشهر، وكانت تحت رئاسة الكلونيل كلستون والكلونيل بوردي، والقصد منها استكشاف طريق لعمل سكة حديدية تصل جهات النيل بالبحر الأحمر، ومعرفة معادن الذهب بجبل الدرهيب. وفي ديسمبر سنة 1874م سافر من مصر مع بعض ضباط أركان حرب وقسم عسكري تحت رئاسة الكلونيل بوردي إلى السودان بطريق النيل لدنقلة، ومنها بالصحراء الغربية إلى دارفور، ووافقت تلك المدة وقت فتح دارفور بالعساكر المصرية، وكان صاحب الترجمة رئيس أركان حرب هذه المأمورية، وعمل فيها خريطات استكشافية وتقارير حربية، ذكر فيها ما اكتشفه من معادن الرصاص والحديد وأنواع النباتات والحيوانات التي شاهدها، ثم عاد بعد أن قاسى المشاق والأهوال، وأسقمته كثرة الأمراض، وكان وصوله مصر في أغسطس سنة 76م، وبقي تابعا للحربية، ثم اقترن بكريمة عمه المرحوم الحاج إبراهيم مهنا من أكابر أعيان مديرية البحيرة، ثم عين معاون أركان حرب بمعية قومندان الفرقة العسكرية بإسكندرية، ونال رتبة صاغقول أغاسي، ثم عين لمباشرة الأشغال الهندسية بالسكة الحديد السودانية التي مركز إدارتها وادي حلفا، ولما رفت المسيو جودنج مأمور هذه المصلحة عين المترجم بدله، وكانت نتيجة تعيينه انتظام تلك المصلحة وازدياد إيراداتها، ولما شاهد منه غردون باشا حكمدار السودان الاجتهاد زاد راتبه إلى 3000 قرش، وأمره بامتداد خط السكة من بعد محطة صرص التي هي نهاية الأعمال، وكانت قد تمت قبل توقيف العمل، وعلى ذلك شرع في الامتداد، ولما انفصل غردون باشا وعين بدله رءوف باشا ولحظ المترجم منه عدم الميل لتقدم أشغال السكة وعدم مساعدته، طلب أن يعود إلى الحربية كما كان فأجيب، وأقام بالحربية إلى أن طلبه ناظر الأشغال وألحقه مهندسا بها، وفي مارس سنة 82م نقل إلى الحربية بناء على طلب الجنرال أستون رئيس عموم أركان حرب، وأدى امتحان رتبة البكباشي ونالها. ثم حصلت الثورة العرابية وانتهت باحتلال الإنكليز، وبما أنه كان من المخلصين للمرحوم توفيق باشا الخديو، بقي مستمرا في الخدمة بصفة رئيس أركان حرب الجندرمة، وبعد لغو الجندرمة صار في ديوان عموم البوليس بصفة نائب وكيل مفتش العموم، وما زال يرقى حتى بلغ راتبه 5000 قرش ورتبة القائم مقام. ثم عين مديرا للفيوم في 2 نوفمبر سنة 89م، وفيها نال رتبة المتمايز، وأعماله في الفيوم تشهد له بالنشاط والاستقامة والصداقة، فقد اجتهد في تنظيم الشوارع، ومد الطرق الزراعية، وبناء الأرصفة والكباري، ومن أعماله بناء ضريح الشيخة مريم؛ عمل له اكتتابا وصرف باقي مصاريفه وهي تبلغ ضعفي الاكتتاب من ماله الخاص، ومن أعماله إنشاء كلوب الفيوم، والمساعدة في إنشاء محفل الفيوم، وحسن معاملته مع الخاص والعام أكسبه رضاء العموم حتى إنهم أسفوا على فراقه، وفي 15 نوفمبر سنة 94م رقي إلى وظيفة مدير المنوفية، فعمل له أعضاء الكلوب احتفالا شائقا خطب فيه جملة من الأدباء، وخطب صاحب هذا التأليف خطابا سرد فيه مآثره، وختمه بقصيدة مطلعها:

لك من قلوب الحاضرين شهود

تدري بأنك فاضل محمود

وقد قال فيه أيضا بيتي مدح وهما:

يا واردا بلدة الفيوم مبتغيا

أمنا فبادر فإن الأمن موجود

Bog aan la aqoon