سنة احدى وسبعين وثلاث مائة
فيها وقع الاهتمام بتجهيز العساكر المصرية إلى ابن جراح وقد اشتهر أمره بارتكاب العيث والفساد واخراب البلاد فلما سار العسكر من مصر مع القائد بلتكين التركي وكان فيها اعجام ومغاربة ومن كل الطوايف فنزل الرملة وأجفل ابن جراح وكان قد قوي أمره وصار معه جند يرمون بالنشاب وخلق عظيم وسار معه بشارة والي طبرية واجتمع إليه من العرب من قيس وغيرها جمع كثير ونشبت الحرب بين الفريقين وكان بلتكين المقدم قد خرج على ابن جراح من ورائه بعد اشتداد الحرب فانهزموا وأخذهم بالسيف وأسر ابن جراح وأفلت ونهب عسكره وقصد أرض حمص في البرية وقصد أنطاكية واستجار بصاحبها فأجاره وأمنه. وصادف خروج بارديس من قسطنطينية في عسكر عظيم يريد أرض الاسلام فخاف ابن جراح وكاتب بكجور خوفًا على نفسه. وكان القائد بلتكين المقدم قد نزل على دمشق في ذي الحجة سنة ٣٧٠ وكان على
1 / 44