254

Taariikhda Dimishiq

تأريخ دمشق

Baare

د سهيل زكار

Daabacaha

دار حسان للطباعة والنشر

Lambarka Daabacaadda

الأولى ١٤٠٣ هـ

Sanadka Daabacaadda

١٩٨٣ م

Goobta Daabacaadda

لصاحبها عبد الهادي حرصوني - دمشق

Noocyada

taariikh
وورد الخبر باجتماع الأميرين سكمان بن أرتق وجكرمش صاحب الموصل في عسكرهما وتعاهدا وتعاقدا على المجاهدة في أعداء الله الافرنج وبذل الطاعة والاستطاعة في حربهم ونزلا في أوائل شعبان من السنة برأس العين. ونهض بيمند وطنكري في عكسريهما من ناحية أنطاكية إلى الرها لانجاد صاحبها على الأميرين المذكورين فلما قربا من عسكر المسلمين النازلين على الرها تأهب كل من الفريقين للقاء صاحبه فالتقوا في تاسع شعبان فنصر الله المسلمين عليهم وعزموهم وقتلوا منهم مقتلة كثيرة وكانت عدتهم تزيد على عشرة آلاف فارس وراجل سوى السواد والاتباع وانهزم بيمند وطنكري في نفر يسير وكان نصرًا حسنًا للمسلمين لم يتهيأ مثله وبه ضعفت نفوس الافرنج وقلت عدتهم وفلت شوكتهم وشكتهم وقويت نفوس المسلمين وأرهنت وأرهفت عزائمهم في نصرة الدين ومجاهدة الملحدين وتباشر الناس بالنصر عليهم وأيقنوا بالنكاية فيهم والادالة منهم وفي هذا الشهر ورد الخبر بنزول بغدوين ملك الافرنج صاحب بيت المقدس في عسكره على ثغر عكا ومعه الجنويون والمراكب في البحر والبر وهم الذين كانوا ملكوا ثغر جميل في نيف وتسعين مركبًا فحصروه من جهاته وضايقوه من جوانبه ولازموه بالقتال إلى أن عجز واليه ورجاله عن حربهم وضعف أهله عن المقاتلة لهم وملكوه بالسيف قهرًا. وكان الوالي به الأمير زهر الدولة بنا الجيوشي قد خرج منه لعجزه عن حمايته وضعفه عن المراماة دونه وأنفذ يلتمس منهم الأمان له ولأهل الثغر ليأسه من وصول نجدة أو معونة فلما ملك الثغر تم على حاله منهزمًا إلى دمشق فدخلها وأكرمه ظهير الدين أتابك وأحسن تلقيه وكان وصوله إلى دمشق في يوم

1 / 232