Taariikhda Dimishiq
تأريخ دمشق
Baare
د سهيل زكار
Daabacaha
دار حسان للطباعة والنشر
Lambarka Daabacaadda
الأولى ١٤٠٣ هـ
Sanadka Daabacaadda
١٩٨٣ م
Goobta Daabacaadda
لصاحبها عبد الهادي حرصوني - دمشق
Noocyada
taariikh
واتفق ذاك وقد قوض الصيف خيامه وطوى بعد النشر اعلامه والشتاء قد أقبل بصره وهريره وقرة زمهريره فالتمس من أهل دمشق على ما تقدم ذكره اخلاء بيت لهيا فأجيب إلى ما طلب فنزل فيها وشرع في التوفر على استعمال العدل ورفع الكلف واحسان السيرة والمنع من الظلم وأشخص رؤساء الأحداث وقدمهم واستحجب جماعةً منهم وجعل يعمل لهم السمط في كل يوم يحضرهم للأكل عنده ويبالغ في تأنيسهم واستمالتهم بكل حال. فلما مضت على ذلك برهة من الزمان أحضر قواده ووجوه أصحابه وتقدم إليهم بالكون على أهبة واستعداد لما يريد استخدامهم وتوقع لما يوصل إليهم من رقاعه المختومة بخاتمه والعمل به. وقسم البلد وكتب إلى كل قائد يذكر الموضع الذي يدخل فيه ويضع السيف في مفسديه ثم رتب في حمام داره مائتي راجل من المغاربة بالسيوف وتقدم إلى المعروف بالناهري العلوي وكان من خواصه وثقاته بأن يراعي حضور رؤساء الأحداث الطعام فإذا أكلوا وقاموا إلى المجلس الذي جرت عادتهم بغسل أيديهم فيه أغلق عليهم بابه وأمر من رتب في الحمام بوضع السيف في أصحابهم. وكان كل رجل منهم يدخل ومعه جماعة من الأحداث معهم السلاح وحضر القوم على رسمهم فبادر جيش بالرقاع إلى قواده وجلس معهم للأكل فلما فرغوا نهض فدخل في حجرته ونهضوا إلى المجلس وأغلق الفراشون بابه وكانت عدتهم اثني عشر رجلًا يقدمهم المعروف بالدهيقين وخرج من بالحمام فوضعوا السيف في أصحابهم فقتلوهم بأسرهم وكانوا تقدير مائتي رجل، وركب القواد ودخلوا البلد وقتلوا فيه قتلًا ذريعًا وثلموا السور من كل جانب وفتحوا أبوابه ورموها وأنزل المغاربة دور الدمشقيين وجرد إلى الغوطة والمرج قائدًا يعرف بنصرون وأمره بوضع السيف في من بها من الأحداث فيقال إنه قتل ألف رجل منهم لأنهم كانوا كثيرين. ودخل دمشق فطافها فاستغاث الناس وسألوا العفو
1 / 88