Taariikhda Dowladda Al Saljuq
تاريخ دولة آل سلجوق
Noocyada
ومازال الدركزيني يتتبع الأكابر، فمنهم من يقتله جهارا بإذن من السلطان، ومنهم من يقتله غيلة بمن يتخذه من أولئك الأعوان. قال: وكان سبب ميل الباطنية إلى الدركزيني أن الأمير شيركير-رحمه الله-كان مشتغلا بحصار قلعة الموت، وقد قارب فتحها. وشارفت الآمال في أخذها نجحها. فلما توفي السلطان محمد، وتولى ابنه محمود وتمكن الدركزيني من الدولة، أعمل الحيلة في استدعاء شيركير، ونفس عن القلعة، ثم لم يزل يدقق الاحتيال حتى جعل لشيركير عند السلطان ذنوبا اختلقها ومساوئ لفقها، حتى اعتقل ذلك الأمير مع ولده شرف الدولة، ولم يزل يطلب غرة السلطان في أمرهما حالتي سكره وصحوه، حتى أخذ رخصة في سفك دمهما الحرام، وأذهب بقتلهما قوة الإسلام. واتخذ بذلك عند ذوي الإلحاد يدا، واستكثر له من أعوانهم مددا.
وقال: وكان عمي العزيز يحسب أنه إنسان، وأن جزاء الإحسان له منه إحسان.
فلما أحس بشرارة شره، وضراوة ضره فكر في طريق الانزواء، والخلوص من تلك الأهوال والأهواء. فاستأذن في الحج، فسار في سنة 517 أو 518 ه، وكان حاج تلك السنة بأجمعهم في ضيافته وكرامته. وعمهم شمول عارفته، حتى قال الرئيس أبو الحارث البغدادي فيه:
يا كعبة الإسلام ما لي أرى إليك تسعى كعبة الجود
تقصد في العام وهذا الفتى لم يلف يوما غير مقصود
وهنأه عند عودة القاضي أبو بكر الأرجاني بقصيدته النونية المشهورة التي أولها:
ورد الخدود دونه شوك القنا فمن المحدث نفسه أن يجتنى
لا تمدد الأيدي إليه فطالما شبوا الحروب لأن مددنا الأعينا
ما إن جفوت الطيف إلا ليلة والحي قد نزلوا بأعلى المنحنى
لما ألم وقد شغلت بمدحة لعزيز دين الله فكري موهنا
في ليلة حسدت مصابيح الدجى حكمي وقد كانت لها هي أزينا
قلمي بها حتى الصباح وشمعتي بتنا ثلاثتنا ومدحك شغلنا
حتى هزمنا للظلام جنوده لما تشاهرنا عليها الألسنا
أفناهما قطي وأفنيت الدجى سهرا فأصبحنا وأسعدهم أنا
لله مقدم ماجد أضحى به عنا لنازلة النوائب مظعنا
أمنت إساءته عداه لأنه مذ كان لم يحسن سوى أن يحسنا
أتبعت غزوتك الحميدة حجة فقضيت أيضا فرضها المتعينا
وجررت أذيال الكتائب موغل افي الأرض خلف بني الخبائث مثخنا
Bogga 280