88

Taariikhda Dowladda Al Saljuq

تاريخ دولة آل سلجوق

Noocyada

قال أنوشروان: فشرع الوزير في المصادرات، وسمى ديوانها ديوان المفردات. قال عماد الدين: ولم يكن كما ذكر، ولا على وفق ما أنكر. وإنما طالب أصحاب الأمير على بار بأمواله، وأمر بمحاسبة عماله، والبحث عن أسبابه وأحواله. وأعاد رونق سلطنة العراق غضا. وضم من نشرها ما كان منفضا. وخرج في خدمة السلطان من أصفهان على عزم بغداد. وقد حكمه في الأمر وأعطى حكمه النفاذ. ولما قبض الدركزيني وعزل ولى الوزير كمال الملك منصب الطغراء أخاه النصير، وناط به ذلك المنصب الكبير. وكان النصير رصينا، ثقيل الطبع رزينا. ولم يكن فيه ما كان في أخيه الوزير من التلطف. والتطفل على المكارم والتعطف. وكانوا يقولون نعم المولى وبئس المصير.

قال: وفي سنة 513 ه جرى بين السلطان محمود وأخيه الملك مسعود مصاف بقرب همذان. وكان النصر فيه للسلطان. وذلك أن الملك مسعود كان مسلما إلى الأمير جوشبك وهو أتابكه بالموصل وعسكر الشام وديار بكر في خدمته. وهو ينعت في ملك الغرب لحد مملكته. فجمع آتابك جوشبك جيوشا كثيرة وجمعا جما غفيرا، وطمع في أخذ السلطنة، وجعل الأستاذ أبا إسماعيل وهو مؤيد الطغرائي وزير مسعود، ولم يعلم أنه لا يتمكن فيها من مس عود. فعلم السلطان بحشده فجاء في حشره. وجاء جوشبك بمسعود تحت جتره 1. ولما اصطف الجمعان، وكاد يلتقي البحران، ويجتمع الصفان بصر مسعود بأخيه محمد فحن إليه. وضبطه جوشبك فلم يعرج عليه، وصاح إيجي إيجي وهي كلمة بالتركية للأخ الكبير. فتشوش على جوشبك جميع ما قدمه من التدبير. وساق محمود ووقف إلى جنب السلطان محمود أخيه. وأسلم للسلب والنهب جميع ما كان معه من جنوده ومواليه. فأول من أخذ وزيره الأستاذ أبو إسماعيل الطغرائي، فأخبر الوزير كمال الملك به، فقال للشهاب أسعد، وكان طغرائيا في ذلك الوقت نيابة عن النصير: "هذا الرجل ملحد"فقال الوزير"من يكون ملحدا يستحق أن يقتل ظلما"فقتل ظلما. وقتل من الفضلاء الأكابر الأستاذ زين الكفاة أبو الفتوح. وكان وزير البرسقي، فأحسن محمود إلى أخيه وأعاده إلى عظمته، ورتب آخر لأتابكيته وخدمته.

قال: وكان من بقية أولاد ملوك الديلم في الخدمة السلطانية المغيثية الملك عضد الدين علاء الدولة أبو كاليجار كرشاسف بن مؤيد الدولة علي بن شمس الملوك فرامرز ابن علاء الدولة، وكان من السلطان بمنزلة الأخ، وقد أنزله بالمحل الأشمخ. وكان مع ذلك محترزا من حاسديه. فلزم بيته في مدينة يزد فما زالوا يحسنون منابه بالباب.

Bogga 270