Taariikhda Dowladda Al Saljuq
تاريخ دولة آل سلجوق
Noocyada
وكم بيذق في خدمة الشاه ساعة تفرز لما صار في سابع الدست ولي أخدم السلطان سبعين حجة وها أنا حي للإضافة كالميت قال: وملأ هذا الوزير الخطير مخازن مخازيه، والكامل بن الكافي موازنه وموازيه.
ولم يكن عنده من الله خبر، ولا في قلبه من الدين أثر وكلما طال عليه الدهر تطاول على نبيه، حتى تأسست بالشر مبانيه، وحلت له مكاسب لا يرضى المجانين بها مجانيه.
والسلطان لهم كاره، وضميره له بما هم فيه مشافه.
ذكر جلوس شرف الدين أنوشروان ابن خالد في نيابة الوزارة
قال أنوشروان: فراسلني السلطان بخادم من خواصه، وشكا من الوزير اعتياد اعتياصه. وقال: "هذا الوزير قد أيست من فلاحه، ولا مطمع لي في إصلاحه. وفي كل وقت يحكم في بيتي من أولاد الكافي غير كاف، وإذا رميت وفيا جاء فيه منهم بجاف.
وقد عرفت يا أنوشروان طريقتك، وعلمت حقك وحقيقتك، وأنا أوثر أن تنوب من قبلي في الوزارة، وتعمر ما بيني وبينك في السفارة حق العمارة"فقبلت الأرض وأديت في تولي خدمته شكر نعمة الفرض. وقدمت عذرا لائقا بالحال. فلما أنكره سارعت إلى الامتثال. وكان السلطان كريما حليما. لا يعجل مؤاخذة من يخونه وإن كان حاله عليما. فحفظ قلب الوزير في نيابة ابن الكافي لما عزله. وكان في نفسه مؤاخذته بالمال الذي اختزله مراعاة لقلب الوزير، ومحافظة على خطر الخطير.
قال: وجلست في النيابة عنه، على الكره منه. وكان احترامه للوزير لا تبجيلا، بل تدفيعا للوقت به وتأجيلا. فأجلسني في الديوان مكرما وعلى الصدور مقدما. لكن الوزير اعتقد أني للسلطان عليه عين، يستثقلني كأني ممن له قبله ثأر أو دين. وكانت صحبة لي على مضض، وصحة ملقاة لي عن مرض. وصدور الديوان عن يمينه ويساره مؤثرون لإيثاره. يبدون لي بشرى ويضمرون لي شرا. واتفقت كلمتهم مع افتراق طباعهم على مضادتي. واعتقدوا حصول محابهم في محادتي. فما اشتريت بشعيرتين سبالهم، ولا شغلت بالي بما شغلوا به بالهم. ولما عجزوا عن إيقاعي في مصايد المكايد، شرعوا في تعويق الرسوم والفوائد. وتوقفوا في توجيه واجباتي من الديوان، وتوافقوا على قطع ما أطلق لي من صلات السلطان. فكنت أتسلى بقول القائل:
Bogga 254