176

Taariikhda Dowladda Al Saljuq

تاريخ دولة آل سلجوق

Noocyada

قال-رحمه الله-: كان من كتابه المخصوصين به في صغره العميد أبو الفتح بن أبي الليث، وصل معه إلى بغداد في ثامن شوال سنة 489 ه، ومع سنجر أتابكه كج كلاه، وذلك في عهد أخيه بركيارق، وابتداء خلافة الإمام المستظهر. واستوزر عند مضيه إلى خراسان فخر الملك المظفر بن نظام الملك، وكان مبر المبرة، سري الأسرة، منصور الصحبة، مصحوب النصرة. ورزق التأييد والتمكين، ومشي الأمور عشر سنين. وقتل يوم عاشوراء من سنة 500 ه. واستوزر بعده ولده صدر الدين محمد بن فخر الملك، فكفى المهم، وشفى الملم. ونظم المنثور، وضم المنشور. وقتل ببلخ غداة الأربعاء لسبع بقين من ذي الحجة سنة 511 ه.

ذكر السبب في ذلك

قال: كان للسلطان سنجر مملوك يقال له قايماز قد استحسنه واستخصه، واشتهر بحبه واستخلصه وقد أصبح به صبا، وشغفه حبا. وتسحب على السلطان بدلاله وإدلاله. وما صار يبالي لعمله باشتغال باله به بشغل باله. وكان هذا المملوك يعرف بكج كلاه، أي مائل القلنسوة. وكان الوزير أبدا ينهاه، ويرده إلى نهاه. وقال له يوما: "إن عقلت وإلا دبرت في تسويتك، وقومت ميل قلنسيتك". فقال له غير مكترث بوعيده، وقابل تهديده بتهديده: "إما أن تسوي قلنسوتي وإما أن أسوي عمامتك". فاتفق أن السلطان كان في ضيافة الوزير، واصطبح واغتبق عنده ثلاث ليال. فلما كان في اليوم الثالث والسلطان في سورة راحه، وسكر اصطباحه، وقد ذهب ذهنه وضعفت قوة تمييزه، وعينه في عين المملوك ويده في يده وقد ملكه بغمزته وتغميزه. فغافله ونزع خاتمه وساتره أمره وكاتمه. وقام ومضى وهو حاقد والوزير في حجرته راقد وقال: "استأذنوا لي عليه، فقد جئت من عند السلطان بمهم إليه".

ولج حتى ولج، وكل من كان حاضرا بدخوله خرج.

Bogga 358