Taariikhda Dowladda Al Saljuq
تاريخ دولة آل سلجوق
Noocyada
قال: واستمر أمره بخراسان وقويت سلطنته، وتسلطت قوته. فقدر قدر خان صاحب ما وراء النهر، أنه إن عبر إلى بلاد خراسان، ملكها بيد القهر. وطمع في سنجر لصغر سنه، ودار تسويل هذا السؤال في ظنه. وكان الأمير كندكز يكاتبه، وعلى التأخر يعاتبه. فعبر النهر في مائة ألف يضيقون الفضاء الواسع، ويحققون القضاء الواقع. وهو لقصد سنجر مصمم وللقائه مقدر. فاتفق أن قدر خان خرج عن عسكره متجردا، وبخواصه متفردا، وبعد عن مخيمه في ثلاثمائة فارس متصيدا. فعرف سنجر الفرصة فيه فأدركها وانتهزها، واعتد انفراده غنيمة فملكها وأحرزها. وأنهض إليه يرغش أسفهسلار عسكره في عدة منتخبة، فتصيده من متصيده ووقع في يده، وقد سقط في يده. وسهل لي سنجر من أمره ما عده عسيرا، وحمل قدر خان وأحضر بين يديه أسيرا. ثم أمر به فضرب عنقه، وتفرق جمعه، وانطفأ شمعه. وعاد السلطان سنجر إلى مقره، وطلع فيلقه بفلقه. وذلك في حياة أخيه بركيارق قبيل أيام وفاته، وساعده السعد من جميع جهاته.
ثم استمرت سعادته وسعدت أموره، وأنارت مطالعه وطلع نوره. وقصده بهرامشاه من أولاد السلطان محمود بن سبكتكين إليه لاجيا، ولإنجاده راجيا، ولشقيقه المستقر على سرير ملك غزنة مشاققا مداجيا. فرعى وفادته، ورأى إفادته، وآثر إيثاره في إجارته وإجابته، واختار اختياره في إغاثته وإعانته. فجعل غزنة مغزاه، وبلغ الخبر إلى السلطان محمد فلم يحمده، وكتب إليه أن"هذا بيت كبير فلا نقصده". فرد نصح الأخ، واستعد لإصراخ المستصرخ وذلك في سنة 510 ه وخرج صاحب غزنة وجر ذيوله، وأجرى سيوله، وصف خيوله، وزف فيوله. وجاء سنجر والجتر على رأسه خافق، والنصر ليمينه مصافق. وكان لصاحب غزنة خمسون فيلا قد صفها بين يدي صفوفه، وألفها قدام ألوفه، وعليها الكماة والحماة، وذوو الحمية الرماة. وكادت تصح على سنجر الكسرة، فإن الخيول نفرت من الفيول، حين أقبلت كالسيول. فترجل الأمير أبو الفضل صاحب سجستان، وتهور في الإقدام، ودخل بين قوائم الفيل الأعظم فشق بخنجره بطنه، فصاح الفيل وولى ظهره، واتبعت الفيلة أثره. فانهزم العسكر الغزنوي، وانتصر الحرب السنجري. واحتوى على أموال غزنة وخزائنها، وحصل على ظواهرها وبواطنها. وكان ملك آل محمود من أول عهده بكرا لم يفتض، وختما لم يفض حتى أتى سنجر وكسر سكره، وهتك ستره.
فلما استصفى أموال غزنة وفرغ خزائنها المملوة، ونفض كنوزها المحشوة.
Bogga 356