168

Taariikhda Dowladda Al Saljuq

تاريخ دولة آل سلجوق

Noocyada

وكان وزير الخليفة منذ وصل محمد للمحاصرة واصل مكاتبة أتابك شمس الدين إيلدكز، وحثه على الحركة مع أحد الملكين: ملكشاه، أو أرسلان شاه إلى همذان، فوصلهم الخبر بأن ملكشاه هجم على البلاد، واستولى على الطراف والتلاد. واقتطع الإقطاعات وحوى الغلات، ورفع الارتفاعات. ففت ذلك في عضد العسكر وتضعضع ثباتهم بهذا الخبر. وحمى أيضا عليهم الحر، واشتعل البر والبحر. فاجتمع عند السلطان الخواجكية والأمراء، والأماثل والكبراء. وكان الوزير، شمس الدين أبو النجيب الأصم الدركزيني، والمستوفي رضى الدين أبو سعد الخوافي، ونائب الاستيفاء، كمال الدين أبو الريان ومن الأمراء أتابك آياز، وعز الدين ستماز، وشرف الدين كردباز، ومسعود البلالي، وظاهرهم على الرأي زين الدين على كوجك الموصلي، وقالوا نعبر بأجمعنا إلى الجانب الشرقي ونصدقهم القتال، ونديم عليهم النزال. فإن تيسر الفتح فقد سفر النجح. وإن تعذر وتعسر تفرقنا على مواعدة المعاودة من قابل، وحصلنا من إدراك الطوائل على طائل.

ثم عمدوا إلى الجسر الذي لهم فأحكموه، وتجاسروا على الحكم الذي اعتمدوه.

وأصبح العسكر في يوم الأربعاء من شهر ربيع الأول وقد أخذ عدته، ولبس شكته.

وركب خيله، وسحب من السوابغ على السوابق ذيله. وشرعوا في العبور على الجسر مزدحمين، وعلى العثور بالمنية مقتحمين. واتفق في ذلك اليوم هبوب ريح عاصف، وتموج بحر من الهواء قاصف. وتلاطمت الأمواج، وتزاحمت الأفواج. وثقل الجسر وانقطع، وهم العسكر أن يرجع فلم يجد طريقا للرجوع. وخاف من على الجسر من الوقوع، فمدوا أيديهم إلى الدبابيس فاضطربوا، واضطروا إلى التنكيس والتعكيس. ولم يشعر من ورائهم بالأمر، ولم يطلعوا على انكسار الجسر. وانخرعوا لما هالهم، وحسبوا أن خطبا غالهم، فهاموا وما فهموا، وهموا بما وهموا، وركب السلطان عند اشتباه الخطب، واتجاه الخبط، وشظ نازلا ونزل إلى الشط.

Bogga 350