143

Taariikhda Dowladda Al Saljuq

تاريخ دولة آل سلجوق

Noocyada

قال: وفي هذه السنة قدم الأمير العالم قطب الدين أبو منصور المظفر بن أردشير العبادي الواعظ، فأعجز بالفصاحة وأعجب، وشرق بأنوار البلاغة وغرب وأنا أذكر، وقد حضرت مجلسه، وقد وضع له منبر على شاطئ دجلة، والسلطان مطل عليه من أعلى مكان، والأمير عباس صاحب الري جالس في شفارته 1بدجلة بحيث يسمعه، والعبادي يفتن الناس بما يبديه من سحره ويبدعه. وحضرت مدة مقامي ببغداد جميع مجالسه أكتبها من لفظه، وأقبل عليه الإمام المقتفي وقبله، ورفعه وبجله. وأمره بالجلوس في جامع القصر في موضع يقرب من منظرته، ليجلس حيث لا يراه وهو بحضرته.

وانبثت بدائهه وبدائعه، وأشرقت بنجح مطالبه مطالعه.

ذكر ما جرى من الحوادث التي انحلت بها تلك العقود واختلت تلك العهود

قال-رحمه الله-: وصل الخبر بقتل الأمير عبد الرحمن بن طغايرك بأرانية، وكان من قدر الله سبحانه أنه استصحب معه خاصبك بلنكري ليبعده عن الخدمة السلطانية، غير مكترث به. وكان مع خاصبك أمر من السلطان سرا في الفتك به أن خلت عرصة، أو أمكنت فرصة. فركب ابن طغايرك يوما لتجهيز العساكر إلى غزاة الكرج، ووقف منفردا في ذلك المرج. وهو يسير أميرا أميرا. ولا يمكن من المقام كبيرا ولا صغيرا. وابن بلنكري واقف لا يريم، وهو لبرق ما يشيمه من عارض الغمد يشيم.

ومعه الأمير زنكي الجاندار، فتقدم وأقدم، وضرب رأس ابن طغايرك بسوط حديد شدخه وفشخه، واستصرخ بأعوانه فعدم مصرخه. وضرب بعد ذلك بالسيوف، وتفرقت عنه جموع تلك الصفوف. وتغلب ابن بلنكري على أرانية، فأحسن إلى الذين ساعدوه، وعقد حبي الحب لهم حين عاقدوه. وامتد إلى أردبيل محاصرا، وبها الأمير آق أرسلان، وأخرجه منها بالأمان، ثم اشتغل بحصار مراغة لينال منها ما أراغ، وحصرها طويلا ولم يجد فيها المساغ.

Bogga 325