Taariikhda Cilmiga ee Carabta
بحوث في تاريخ العلوم عند العرب
Noocyada
وبخلاف المعلم الثاني - الفارابي - تأثر البيروني بجالينوس العرب أبي بكر الرازي الذي وضع فهرست لأعماله، حتى وإن كان هذا «محض استجابة لطلب صديق»،
28
فقد مال البيروني لكثير من آراء الرازي الطبيعية المخالفة للمشائية الأرسطية السائدة في الثقافة الإسلامية، ولعل الرازي هو الذي ألقى في روع البيروني قيمة تاريخ الشعوب وعقائدهم، فقد أكد على أهمية هذه الدراسات، وبصفة خاصة فإن نزعة الرازي العلمية العقلانية التجريبية، وتأكيده لمعقولية الطبيعة واعتبار العقل جوهر الإنسان على الأصالة وأنه الحاكم في الكون ومجعول للمعرفة،
29
وتنبيهه إلى ضرورة التجريب الواعي وتحصيل المعارف السابقة عن الأقدمين، وامتحانها إذا لزم الأمر، وتعديلها إذا حكمت الخبرة والتجربة.
30
كل هذه الخطوط تنعكس بوضوح في منهجية البيروني.
ولكن البيروني ذا الإيمان الصادق العميق كان لا بد وأن يلوم الرازي لما عرف عنه أو نسب إليه من شطحات حرانية وهرمسية، وقوله بالقدماء الخمسة وإنكار النبوة ... وما إليه من أراجيف جعلته يلقب بالملحد الأكبر ... هذا ما جعل الباحثين يختلفون بشأن موقف البيروني من الرازي هل يدينه أم يدين له؟، ونحن نرى أن البيروني على الرغم من كل ما وجهه للرازي من نقد ومن تبكيت، فإنه قد أدان فقط شطحاته، ونميل إلى رأي ريتشارد والزر الذي أكد أن البيروني حمل للرازي - كعالم وكفيلسوف - تقديرا فريدا
31
إنه متواصل معه، سائر في طريقه العلمي والمنهجي.
Bog aan la aqoon