Taariikhda Cilmiga Suugaanta
تاريخ علم الأدب: عند الإفرنج والعرب وفكتور هوكو
Noocyada
بسقط اللوى بين الدخول فحومل
فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها
لما نسجتها من جنوب وشمأل
هي أماكن معروفة عند أهل الحجاز كما أن مقرة، ومقطع الحديد من الأماكن المعروفة عند أهل الجزائر لشهرتها باستخراج معدن الحديد. فبدلا من تدوين لغة الجزائر العامية كما دونت لغة حوصه، ومن نشر المؤلفات والمطبوعات فيها والإجبار على تعليمها في المدارس للأطفال؛ لو سعى أهل العلم وأرباب القلم في التقرب من لغة مضر المدونة، وأزالوا منها «العامية» كما أزيلت «الباتوا» من اللغة الفرنساوية، وهذبوها من الجناسات والتشابيه الغامضة، واختاروا فيها السهل من الألفاظ والتراكيب، وأصلحوا إملاءها وكتابة أسماء الأعلام فيها؛ لكان فعلهم على ما نظن أسهل وأنجح من تدوين لسان عامي، بل ألسن همجية وإقامة الحواجز بين المتكلمين بها، مع أن ازدياد وسائط النقل والمخابرة يستدعي كثرة اختلاط بعضهم ببعض. وعما قريب سيتم مد الخطوط الحديدية، ويصبح السفر من مراكش إلى بغداد والهند، أو إلى الحجاز أسهل مما كان قديما بين مصر القاهرة والإسكندرية، فلا يحتاج المسافر إلى استصحاب كتاب (جامع اللغات)؛ ليعلم منه ألسن الجزائر، وتونس، وطرابلس، ومصر، وفلسطين، وسوريا، وبغداد، والحجاز، أما انتشار المطبوعات العربية فهو آخذ بالترقي، ونجد لمطبوعات مصر رواجا في تونس والجزائر، ولا بد أن تمتد يوما على عموم سكان القارة الأفريقية.
أما لغة مضر فبدون أن نقف على حقيقة الأدوار التي دارت عليها، ولا على الأطوار التي تقلبت فيها نجدها في العصر السابق للإسلام على جانب من الفصاحة والبلاغة مشتملة على أنواع التشبيه والاستعارة والبديع، وأكثرها حماسية وفيها من التصورات البديعية، والتخيلات الشعرية واللطف والرقة والأدب؛ ما يدلنا على أن اللغة لم تكن إذ ذاك في عهد الطفولية، فإن الفرق بين أشعار المعلقات، وبين أشعار «التروبادور» الفرنساوية عظيم لما في الأخيرة من الخشونة وعدم الرقة، وإذا غازل شاعر الجاهلية فتاة الحي حسبته أديبا من أدباء باريس ...
ونجد للعرب قبل الإسلام أنواعا كثيرة من فنون الأدب والشعر منها القصيد، والرجز، والأغاني، ومنها ما ينشد في الحرب على الدفوف، ومنها ما يحدى به للعيس أو يغنى به للرقص وتسكيت الأطفال، ومنها السجع، والترسل، والخطب، والرسائل، وضروب الأمثال والحكم، والحاصل كانت فنون أدبهم أتقن من معيشتهم البدوية، وكان لهم مؤتمر وأكاديمية للتفاخر باللسن والفصاحة، وكانوا يقيمون لذلك المواسم والأعياد فيجتمعون أولا في سوق عكاظ، وهو واد بين مكة والطائف فيه ماء وظل وخضرة فيقيمون فيه شهرا، ويذهبون منه إلى سوق مجنة ثم إلى سوق ذي المجاز وهما بناحية مكة، ثم يذهبون في ذي الحجة إلى البيت الحرام موضع حجهم، فكان أدباؤهم وهم ذوو الرئاسة والمكانة فيهم يتنافسون بالآداب والحكم، ويقفون بهذه الأسواق لإنشاد الشعر وإلقاء الخطب، فإذا اجتمعوا بسوق عكاظ ضربت قبة لأكبر الشعراء في عصره كالنابغة الذبياني الذي سمي أشعر العرب فجلس في القبة، وجاءته الشعراء كما جاءه حسان مثلا وعرضوا عليه أنفس أشعارهم، وقام الحارث بن حلزة يتبختر بين الجموع بتبختر الجاهلية، ويقول:
آذنتنا ببينها أسماء
رب ناء يمل منه الثواء
بعد عهد لها ببرقة سمرا
ء فأدنى ديارها الخلصاء
Bog aan la aqoon