ذكر بناء قلعة (أرك) بخارى
يقول أحمد بن محمد بن نصر عن عجائبها إن أبا الحسن النيسابورى ذكر فى خزائن العلوم أن سبب بناء قهندز بخارى (أى قلعة أرك بخارى) أن سياوش بن كيكاوس فر من أبيه وعبر جيحون وجاء إلى أفراسياب فلاطفه أفراسياب وزوجه ابنته. وقيل إنه أعطاه جميع ملكه، فأراد سياوش أن يبقى منه أثر فى هذه الولاية، لأنها كانت عارية له، فبنى قلعة بخارى هذه. وكان يقيم بها فى أكثر الأوقات.
وقد وشى بينه وبين أفراسياب فقتله أفراسياب ودفن فى هذا الحصن أيضا بذلك الموضع الذى تدخل إليه من الباب الشرقى داخل باب باعة التبن ويسمى باب الغورية (دروازه غوريان). ولهذا السبب يجل مجوس بخارى هذا الموضع، وفى كل سنة ينحر كل رجل هنالك ديكا نذرا له قبل طلوع شمس النوروز. ولأهل بخارى فى مقتل سياوش نياحات معروفة فى جميع الولايات جعلها المطربون أناشيد ينشدونها، ويسميها القوالون نواح المجوس، وقد مضى على هذا الحديث أكثر من ثلاثة آلاف سنة. فهو الذى بنى هذه القلعة بناء على هذه الرواية.
وقد ذكر البعض أن أفراسياب هو الذى بناها وأنها تخربت وبقيت سنوات مخربة. فلما جلس بيدون بخار خداة على العرش، وكان زوج تلك الخاتون التى ذكرناها وأبا طغشادة أرسل شخصا عمر هذه القلعة.
وكان هو الذى عمر القصر وكتب اسمه على الحديد وثبته على بابه. وبقيت هذه الكتابة الحديدية على باب القصر حتى أيام المترجم. ولكن أحمد بن محمد ابن نصر يقول: إنه لما دمرت هذه القلعة دمر ذلك الباب أيضا «1».
Bogga 43