للناقصين"١ وقد سبقه إلى هذا الثناء الإمام الحافظ الدارقطني حينما سأله السهمي أن يؤلف كتابًا في الضعفاء فقال: "أليس عندك كتاب ابن عدي فقال بلى. فرد عليه بقوله: فيه كفاية لا يزاد عليه"٢.
وقدم ابن عدي لكتابه بمقدمة نفيسة تكلم فيها عن تحفظ الصحابة في رواية الحديث، ومن اختار قلة الرواية ولم يكثر الحديث ومن كان لا يرى كتابة الحديث من الأئمة؛ ومن كان يكتب منهم، ثم ذكر من استجاز لنفسه الكلام في الرجال من الصحابة والتابعين ومن بعدهم طبقة طبقة إلى زمانه. وذكر فضائلهم والمعنى الذي به يستحقون الكلام في الرجال وتسليم الأئمة لهم بذلك.
أما تراجمه لا يطيل في الأنساب بل يقتصر على ذكر أسماء الشيوخ وأسماء آبائهم ونسبتهم إلى المصر أو القبيلة، ويذكر بعض شيوخه وتلاميذه ونماذج من رواياته الضعيفة وفي الغالب حديثًا أو حديثين، وينقل أقوال أئمة الجرح والتعديل في صاحب الترجمة بالأسانيد التي لا يخل بذكرها ولا يذكر سني والوفيات. وليس سائر من أوردهم في كتابه مقطوع بضعفهم بل فيهم ثقات ولكنه أوردهم لأنه التزم إخراج كل من تكلم فيه بجرح فقد ترجم مثلًا لخليفة بن خياط أحد شيوخ البخاري وذكر ما قيل في جرحه ثم رد الجرح ووثقه٣.
وقد اهتم بكتاب الكامل اهتماما خاصًا لكونه أجل مصنف في هذا الباب. فذيل عليه الحافظ أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي (ت٥٠٧هـ) بكتاب سماه «تكملة الكامل» ٤.وبكتاب آخر سماه «الذخيرة في الأحاديث
_________
١ فتح المغيث ٣/٣١٤.
٢ تذكرة الحفاظ ٣/٩٤١.
٣ بحوث في التاريخ السنة المشرفة ص٩٦ بتصرف.
٤ فتح المغيث ٣/٣١٤.
1 / 17