يدري ما يخرج من رأسه". ثم بين أن الحديث الذي أورده حديث صحيح رواه الإمام مسلم رحمه الله١.
ولا شك في أن هذا تحامل من الإمام الذهبي ﵀. لأن ابن حبان مجتهد والمجتهد يجوز عليه الخطاء والصواب. ومن المستبعد أن يصر ابن حبان على خطاه إذا بان له ذلك. وهو القائل في كتابه المجروحين:
" إنما نملي بعد هذا الكتاب كتاب الفضل من النقلة ونذكر كل شيخ اختلف فيه أئمة ممن ضعفه بعضهم ووثقه البعض، ونذكر السبب الداعي لهم إلى ذلك ونحتج لكل واحد منهم، ونذكر الصواب فيه لئلا نطلق على مسلم الجرح بغير علم ولا يقال فيه أكثر مما فيه"٢.
وقد التزم ﵀ بهذا المنهج وذكر أفلح بن سعيد في الطبقة الرابعة من الثقات، وعد الحافظ ابن حجر صنيعه هذا من غفلاته٣.
وكذلك صنع في سفيان بن حسين حيث أورده في المجروحين وقال: "يروي عن الزهري المقلوبات ... إلخ"٤.
وقال في التابعين: "يجب أن يمحى اسمه من كتاب المجروحين"٥.
والأمثلة على ذلك كثيرة. ولا يمكن إيرادها في هذه المقدمة. وإنما ذكرت هذين المثالين لتنبيه طالب العلم على عدم التسرع في الحكم على المؤلف والمؤلفه.
_________
١ ميزان الاعتدال ١/٢٧٤.
٢ المجروحين ١/٢٩٢.
٣ تهذيب التهذيب ١/٣٦٨.
٤ المجروحين ١/٣٥٨.
٥ الثقات. تبع التابعين ٥٩لوحة ب
1 / 15