============================================================
ذكر ابراهيم عليه الشلام أبهة الملك وسيمات الأخيار ونور الأنبياء وهذا أثره فأرته مقام إبراهيم، وأخبرته خبره فدعا إسماعيل بالمقام وجمع ولده وبكى وقال: هذا مقام أبيكم إبراهيم فبكوا وقبلوا موضع قدميه، قال: وبعث الله تعالى بدعاء إبراهيم ملكين ويقال إنهما جبرائيل وميكائيل حتى احتمل الطائف من أرض الشام وقلع الآخر أرض رملة من تهامة من تحت الأرض فأقبل كل واحد منهما على صاحبه إلى حيث أمر به فالتقيا في ظلمة الليل فسأل كل واحد منهما صاحبه فأخبره بما آمره به فوضع الطائف بتهامة مكان رملة ووضع الآخر رملة مكان الطائف بالشام بسبب دعاء إبراهيم عليه السلام، ويقال: كان اسم الطائف آخر نجاء بها جبرائيل حتى أطافها بالبيت سبعا ثم وضعها مكانها فسميت الطائف لأجل ذلك ثم كان إبراهيم عليه السلام يتعهد إسماعيل وهاجر إلى آن توفيت هاجر وبعد ذلك إلى أن توفى الله إبراهيم عليه السلام.
باب في ذكر وفاة إبراهيم عليه السلام(1 ان الله تعالى كان كثر أموال إبراهيم وولده وخدمه وماشيته حتى يقال كان على غنمه أربعة آلاف كلب لرعاته وكان له من هاجر إسماعيل وهو بكر، ومن سارة إسحلق ولما توفيت سارة تزوج إيراهيم من الكنعانيين امرآة فولدت له خمسة نفر بقيشان بن ابراهيم وزمران بن ابراهيم ومدين بن ابراهيم، وسبق ين ابراهيم، وشوح بن ابراهيم ولم يكن أحد من هؤلاء نبيا بل كانت النبوة في بني إسحلق وإسماعيل وإن الله تعالى أظهر على إبراهيم الشيب وهو ابن مائة وخمسين سنة، قالوا: وكان سبب ذلك أن إسحلق كان من أشبه الناس بأبيه إبراهيم حتى كان الناس لا يفرقون بينهما وكان الرجل يأتي إسحلق ويظته أنه إبراهيم فيقول السلام عليك يا خليل الله فيقول إسحلق: أنا ابن خليل الرحمن هو خير مني وهو سيدي وأنا عبده، فلما التبس آمرهما على الناس وسم الله إبراهيم بالشيب فلما رآه إبراهيم جزع منه ومن بياض الشعر ولم يرد ما هو وكان أول من شاب من ولد آدم، فقال: يا رب ما هذا؟ قال: هذا وقار وسكينة وحلم من قبلي، فقال: اللهم زدني وقارا وسكينة وفرح به، ثم عاش إبراهيم خمسا وعشرين سنة بعد ذلك فكان كل عمره مائة وخمس وسبعين سنة، ويقال: مائتا سنة ولما آراد الله قبض روح إبراهيم بعث اليه ملك الموت فكان له دار يخلو فيها لا يدخلها أحد إلا باذنه فدخلها ملك الموت وابراهيم غائب فلما دخل إبرهيم داره وجد فيها رجلا على أقبح صورة وأنكرها فراعه ذلك، فقال له: من أذن لك بالدخول في داري؟ فقال: رب الدار فقال إبراهيم: رب (1) انظر تفاصيل هذا الباب في: الثعلبي - العرائس ص 58، ابن كثير- البداية والنهاية 253/1.
Bogga 95