============================================================
ذكر إراهيم عليه السلام عدو الملك أم لا، قالت: نجلسه ونعرض عليه دين الملك فإن هو آجاب كان مثلنا وإن عصا ولم يدخل ديننا علمنا أنه عدوه، فرضي آزر بذلك إلا أن الله تعالى ألقى في قلبه رحمته ومحبته وإذا ذكر أنه يصير إلى القتل غير ذلك عليه وقالت أم إبراهيم في نفسها إن كان بين هذا هو الذي قيل له إنه يسلب ملك نمرود ويغير دينه فإنه لا يصل إلى قتله أحد، وقال آزر لزوجته نحب آن نؤخر أمر هذا الولد، فإنه حديث السن، فإنه ربما لم يجب إلى ديننا فنتركه إلى آن يتم عقله ثم نختبره، وذلك لما كان في قلبه من الرحمة له واليقين به من القتل إلى أن بادلهم إبراهيم بالخلاف: (1 باب في ذكر محاجة إبراهيم لقومه( يقال إن أول من ناظره إبراهيم أمه حين قال لها: من ربي؟ قالت: أنا، قال: ومن ربك؟ قالت: أبوك قال: ومن ربه؟ قالت: الملك قال: ومن رب الملك؟ قالت: اسكت وهو الرب الأعظم الذي ليس فوقه أحد قال إبراهيم: أنا أحسن وجها أم أنت؟
قالت: بل أنت، قال: فأنت أحسن وجها أم أبي، قالت: بل أنا، قال : فأبي أحسن وجها أم الملك؟ قالت: بل أبوك قال: يا أماه لو كان الملك هو الذي خلق أبي لما كان يخلقه أحسن من نفسه فلو كان آبي يخلقك لما كان يخلقك أحسن من نفسه ولا كنت تخلقينني أحسن من نفسك فلم تقدر أمه على جوابه ثم إنه ناظر أباه وذكر الله عنه أنه قال: {لأبيه ماذر أتتخذ أصناما والهة إن أرلك وقومك فى ضلتل ثبين} [الأنغام : الآية 74)، وقال له: يتأبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يتصر ولا يغنى عنك شينا إلى قوله: (فتكون للشيطن وليا} (مريم: الآيات 42 - 45) فلم يقدر أبوه على جوابه فهدده وقال له: اراغب أنت عن الهتى يكإبرهيم لين لو تنته لأرجمنلك وأهجرنى مليا [مريم: الآية 46] وقيل: إن سبب مناظرته لأبيه أن أباه كان يتخذ الأصنام ثم يأمر إبراهيم أن يذهب بها إلى السوق فيبيعها فكان إبراهيم يحملها إلى باب الدار، ثم يطرحها ويجعل حبلا في أعناقها يجرها إلى السوق ثم ينادي من الذي يشتري ما لا يضره ولا ينفعه فكانت لا تشترى منه، وإذا رجع بها جاء بها إلى النهر فيصوب رأسها تحو الماء فيقول اشربي فقد عطشت مستهزئا بها، فلما علم بذلك آبوه عاتبه على فعله فحينئذ قال له: لم (2) [مريم: الآية 42] إلى آخر الآية ثم ناظر بعد ذلك قومه وذلك حين فشا أمره (1) تفاصيل ذلك في: التعلبي العرائس ص 43، وما بعدها، ابن كثير - البداية والنهاية 222/1 وما بعدها. ابن كثير - قصص الآنبياء ص 142.
(2) الآية: إذ قال لأيه يتابت لم تصبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنلك شيا [مريم: الآبة 42).
Bogga 69