============================================================
ذكر ذي القرنين فصاح به صائح مهلا فرجع فنودي يا ذا القرنين لم تعط العلم كله، أنا صاحب السرير وأنا ملك الجن فارجع إلى أهلك سالما ثم ارتحل فانتهى إلى جبل فيه كهوف ومنازل لا ساكن فيها فنشأت عليهم سحابة وذلك في آتام الصيف وفيها رعد وبرق شديد حتى أظلمت الدنيا فلم يروا شيئا ثلاثة أيام، ثم أثلجت السحابة ثلجا عظيما حتى مات فيه خلق كثير من عسكره وحبستهم الثلجة مقدار ثلاثين يوما ثم سار حتى انتهى إلى مدائن كثيرة فيها خلق كثير ورأى عجائب كثيرة فصالحوه عن بلادهم وأدوا إليه مالا عظيما وأهدوا إليه هدايا سنية فسألهم هل وراء بلادكم بلاد قالوا: لا أيها الملك ليس وراءنا إلا مساكن الجن ثم ارتحل فانتهى إلى أرض كثيرة الخير، وفيها أناس كثيرون فانقادوا له وأدخلوه بستانا في وسط هيكل وهو بيت الأصنام، وفيه أصنام كثيرة وإذا في البستان شجرتان زعم الناس أتهما يتكلمان وذلك أن الشيطان كان يدخلها فيكلم الناس فيهما فقال لهم ذو القرنين: سلوهما عن شأني وأمرى ففعلوا، فقلت: ما تقولون فلم يخبروني بما سمعوا غير آنهم قالوا: إنما يقولان إنك تموت ببيت المقدس ثم ارتحل فانتهى إلى جبل منيع فيه كنان كثيرة وكانوا يعهدون للإسكندر مما أحبوا من الأشياء وإنهم ذكروا أن دابة من وراء هذا الجبل عظيمة وإنها تأتيهم كأنها سحابة سوداء وذكروا اتهم يبعثون إليها كل يوم ثورين فتأكلهما وتنصرف إلى مسكنها في غيضة كبيرة فخرج ذو القرنين نحوها في قوم من عسكره مع دليل من أولئك القوم ومعهم الثوران فلم تلبث أن خرجت إليه وأكلت الثوران ودخلت الغيضة فأمر ذو القرنين حتى منعت من الطعام يومين فجعلت تخرج فإذا لم تجد شيئا ترجع ثم إنه أمر في اليوم الثالث أن يحملوا عليها إذا خرجت ففعلوا، فدخلت الغيضة فأمر ذو القرنين بثورين فسلخ جلودهما وحشي الجلدان كبريتا ونفطا ووضعا مكان الثورين فخرجت الدابة يوم الرابع وقد جاعت فأهوت إلى الجلدين فابتلعتهما بما فيهما فلما وصل ذلك إلى جوفها خرت مغشيا عليها فأمر ذو القرنين بقطع من النحاس حتى أحميت بالنار ثم ألقيت في فيها الى جوفها فأضرمت نارا بما في جوفها من الكبريت والنفط فاحترقت فماتت واستراح منها أهل الناحية، ثم سار حتى انتهى إلى بلاد الصين فضرب بعسكره ووصل خبره إلى ملك الصين، فأمر بجمع الجنود وخرج ذو القرنين بنفسه على هيئة الرسول إلى باب الصين فأخبر الملك فأدخل عليه في مجلس مشيك بصحائف الذهب والفضة وهو على سرير من ذهب مرضع بالجواهر وحوله كراسي مثل ذلك عليها سادات عسكره وقواده فجلس ذو القرنين وسأله ملك الصين فأخبره أنه رسول ذي القرنين وأته يدعوك إلى طاعته والانقياد له أو الاستعداد لقتاله فقال له ملك الصين: ارجع إلى صاحبك وأخبره أنا نأتيه يوم كذا وكذا مستعدين لقتاله، فرجع ذو القرنين وتهيا لقتاله فلما كان اليوم
Bogga 369