350

============================================================

ذكر اصحاب الكهف بحسب ما كان في اللوحين، فسجد الرجلان لله تعالى وحمداه وبعثا رسولا إلى ملكهم نيدوسيس لينظر إلى آية من آيات الله تعاى ويستيقن بصحة البعث وقدرة الله تعالى على ذلك فركب الملك وأسرع حتى جاءهم فلما نظر إلى الفتية خر ساجذا وقام بين آيديهم يبكي وهم جميعا سجدوا لله تعالى وقدسوه وقالوا: الحمد لله الذي أرانا هذا وعرف الملك صدق وعد الله تعالى في البعث وأنه إذا أراد إحياء الأجساد أحياهم، فبينما الملك والقوم عندهم إذ ألقى الله تعالى النوم عليهم فرجعوا إلى مضجعهم فضرب الله تعالى على آذانهم، ويقال: قبض الله تعالى أرواحهم وأمر الملك لهم بأكفان الديباج وتوابيت من نهب، فرأى فيما يرى النائم أنهم قالوا له: ما خلقنا من الذهب، وإنما خلقنا من التراب فارجع بنا إلى التراب فأمر الملك أن يخرجوا من التوابيت ويوضعوا في الأرض فهم الآن في الغار كما ذكر الله تعالى وهم فى فجوة ينه ذلك من ءايلت الله} [الكهف: الآية 17] وإن الشمس لا تطلع على غارهم لأن باب غارهم نحو بنات نعش فلا يدخله شمس قال الله تعالى: وترى الشمس إذا طلعت تزور عن كهفهت ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال} [الكهف: الآية 17] وإن أعينهم مفتحة قال الله تعالى: وتحسبهم أتقكاظا وهم رقود ([الكهف: الآية 18] وإن الله تعالى حجبهم عن أعين الخلق فلا يدخل عليهم أحد ولا يعرف كهفهم وروي أن معاوية غزا بلاد الروم فلما صار إلى تلك البلاد وإلى ذلك الجبل قيل له هذا الجبل الذي فيه كهف أصحاب الكهف وكان معه ابن عباس فقال: أنا أطلب الغار لأراهم فقال له ابن عباس إنك لا تصل إلى ذلك لأن الله تعالى يقول لمن هو أعظم منك قدرا لو اطلمت عليهم لوليت منهد فرارا ولمليت منهم رقبا} [الكهف: الآية 18) فقال إن لم أصل إلى رؤيتهم لعلي أصل غارهم فأتبرك بذلك فطاف هو ومن يمعه في الجبل أياما فلم يعثروا على أثر الغار فرجع وأما قوله تعالى: يتنكزعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنينا} [الكهف: الآية 21] يقال إنه كان في الوقت الذي بعثهم الله تعالى ويقال: لا، بل بعد ذلك، وهو أن الملك الصالح الذي غلبهم بنى عليهم مسجدا، فلما أن طالت الأيام اجتمع على باب الغار ثلاث فرق من الناس قوم من اليهود وقوم من النصارى وقوم من المسلمين مع كل واحد منهم أمير فتنازعوا فقالت اليهود نبني ههنا كنيسا وقالت النصارى نبني ههنا بيعة، وقال قوم العامة تبني ههنا خانا ينزله المارة، وقال المسلمون نبني ههنا مسجدا ثم غلب المسلمون وبنوا هنالك مسجذا، ثم روي آن الله تعالى يبعثهم قبل يوم القيامة أيام نزول عيسسى فيصحبونه ويعيشون ما شاء الله تعالى ثم يموتون ويقال: لا بل لا يبعثون إلى يوم القيامة وكان سبب قصة أصحاب الكهف وقصة ذي القرنين فيما ذكره أهل التفسير أن كفار مكة بعثوا رجلين إلى علماء اليهود وأحبارهم بالمدينة وقالوا قولا لهم إنكم أصحاب الكتاب الأول فهل وجدتم في الكتاب أن يكون نبي في هذا

Bogga 350