321

============================================================

ذكر عيسى ابن مريم عليه السلام أبجد؟ قال عيسى: أما الألف فآلاء الله تعالى وأما الباء فبهاؤه وأما الجيم فجماله وجلاله حتى فسر جميع الحروف وكان عيسى أول من فسر أبجد قال: فلما أمسى وجاءت مريم لترد عيسى من المكتب إلى المنزل فقال لها المعلم: لا ترديه إلي غذا، فإنه أعلم مني وإني إلى التعلم منه أحوج من تعليمي إياه، قال ابن عباس فكان عيسى يري الناس من العجائب ويخبرهم بأشياء وهو صبي إلهاما من الله تعالى حتى أشهر أمره بين الناس فهم به اليهود فخافت عليه أمه، فأوحى الله تعالى إليها أن تذهب به إلى أرض مصر ويقال: إلى أرض الشام فذهب بهما يوسف ابن خالها فكان بها إلنى آن أوحى الله تعالى إليه الانجيل، وروي أنه كان حمله يوسف إلى بيت المقدس والله تعالى أعلم، ويروى أن عيسى حين كان في رعاية ذلك الفتى الذي ذكرناه بدمشق كان أيضا عند ذلك الفتى جماعة من الضعفاء والعميان والعرجان يتكفلهم فسرق في بعض الأحايين من بيت الفتى شيء نفيس ولم يدروا من فعل ذلك، فقال عيسى: أنا أعلم، إنما فعل ذلك الأعمى وذلك الأعرج المقعد فقالت له أمه: لا تقل بالظن، قال: لست أقوله إلا عن علم ولا بد لي أن أجزي الفتى بذلك لحق إحسانه إلينا فأخبره بذلك، فقال الأعمى: فمتى أيصرت موضع المال فأسرقه، وقال الأعرج المقعد: كيف أمكنني دخول البيت، فقال عيسى: إن الأعمى حمل المقعد على عاتقه حتى وصل إلى كوة البيت فأدخل يده فأخذ المال، ثم أمر حتى أقيم الأعمى عند الكوة فكان عاتقه يساويها فضربوا فأقروا بأنهما أخذا المال كما ذكره عيسى ورذ المال إلى صاحبه، ثم إن الله تعالى لما أوحى إلى عيسى وأمره بدعوة الناس فأول من اتبعه الحواريين، قال الله تعالى: فلما أحس عيسل منهم الكفر قال من أنصارى إلى الله قالك الحواريو تحن أنصار اللو [آل عمران: الآية 52) واختلف الناس في الحواريين قال بعضهم: كانوا قصارين فمر بهم عيسى وهم يغسلون ثياب الناس، فقال لهم: ما تصنعون؟ قالوا: نغسل ثياب الناس بالأجرة، قال عيسى: إنكم لو غسلتم أنفسكم وأجسامكم من الخطايا كان أولى بكم قال كعب: وسموا حواريين لأن التحوير التبييض وكانوا يبيضون الثياب أي يغسلونها وكانوا اثني عشر رجلا وكان رأسهم شمعون وهو أول من دعاه عيسى فأجابه وآمن به وقال آخرون: بل كانوا صيادين يصطادون فمر بهم عيسى ودعاهم إلى الله تعالى فأمنوا به وسألوه معجزة فقال: وما تريدون ثم أمرهم أن يصبغوا صبغا من الأصباغ فمزجوه لونا فقال: إني أدخل في هذا الصبغ ثيايا وأخرج كل ثوب على لون آخر ثم إنه قذف في الوعاء ثيابا فأخرج واحذا منها أحمر والآخر أصفر وكذلك كل ثوب على لون آخر فآمنوا به وإنه لما دعا الناس وادعى النبوة كذبته اليهود وأفحشوا إليه القول وقالوا ابن الزانية يذعي النبوة قال الله تعالى: ويكفرهم وقولهم علل مريه بهتنا عظيما [النساء: الآية 156] ويقال أول ما أمره الله تعالى به أن يدعو

Bogga 321