309

============================================================

ذكر عزير بن شرخيا عليه السلام وأن تصل إلى أصل علمي فانته من مقالتك فانتهى عزير مدة ثم إنه راجع ربه وقال: يا رب كيف قدرت الذنوب على عبادك ثم عاقبتهم بها؟ فقال الله تعالى: يا عزير القدر سري وويل لمن يسأل عن سري ولمن لم تنته عما نهيتك عنه لأمحو اسمك من ديوان الأنبياء فانتهى عزير حينا، ثم إنه عاود ربه بمثل مقالته فمحا الله تعالى اسمه من ديوان الأنبياء، ثم إن الله تعالى قال له: اخرج إلى بعض الصحاري فخرج فسلط عليه الحر حتى ضجر منه ثم رفعت له شجرة فأتاها ووجد عندها عينا من ماء فاغتسل منها ونام في ظل الشجرة وكان هنالك بيت نمل فقرصته نملة منها فذلك إحدى رجليه بالأخرى فقتل نملا كثيرا وقيل إنه لما انتبه أحرق بيت النمل فأوحى الله تعالى إليه يا عزير لم أحرقت بيت النمل، قال: لأنه قرصني منهن نملة قال الله تعالى: إنما كان ذلك من نملة واحدة فلم أهلكت الآخرين فقال: يا رب لأن التي قرصتني بسبب الآخرين، فعلم عزير أن ذلك مثل ضربه الله تعالى له في إهلاك بني إسرائيل بذنب المجرم منهم، ثم أوحى الله تعالى إليه وقال يا عزير زعمت وقلت إنك حكم عدل لا تجور فلم عذبت العامة بذنب الخاصة اعلم يا عزير إني إذا أهلكت قوما بذنب المجرمين منهم فإني أعاقب المجرم بمعصيته وأما البريء فإني قبضته إلى رحمتي قبضا لطيفا فيصير إلى رحمتي فلم أك ظلمته إذا عرضته عما أصابه قال العزير: كذلك حكمك يا رب وأنت حكيم عدل قال: وقد روى أبو عبد الله في كتاب التوحيد في باب القدرية مناظرة عزير ريه في القدر وذكر حديثا طويلا وهو موجود ولم اكتبه والله أعلم بالصواب.

Bogga 309