============================================================
ذكر يونس عليه السلام السمكة ذهبت بيونس إلى قعر البحر وهنالك قارون مذ خسف الله تعالى به فسمع تسبيح يونس فقال للملك الموكل به وبعذابه ما هذا الصوت الذي أسمع؟ فقال الملك له: هذا صوت يونس بن متى تبي بني إسرائيل أذتب ذنبا فحبسه الله تعالى في بطن الحوت فهو الذي يسبح فيه، قال قارون للملك: أتأذن لي في كلامه؟ قال: نعم، قال: ادنني منه فأدناه من السمكة فقال قارون: يا يونس ما صيرك إلى ما أرى؟ قال: أذنبت ذتبا، قال قارون: فهل تعرف ابن عمي موسى بن عمران قال: نعم، قال: ما حاله؟ قال: مات منذ دهر فبكى قارون بكاء شديدا قال: فما فعل هارون قال: فمات قبله فبكى قارون وجزع قال فما فعلت أختهما التي كانت زوجتي قال: ماتت فاشتد حزن قارون وبكاؤه فأوحى الله تعالى إلى الملك الموكل بعذابه أن ارفع العذاب عن قارون بقية أيام الدنيا لتحزنه على قرابته وذوى رحمه.
رجعنا إلى القصة ولما طافت السمكة بيونس حتى بلغت دجلة وقبل الله تعالى توبته واستجاب دعوته فأمر الله تعالى الحوت أن تقذفه فنبذته بالعراء وهو مذموم سقيما كهيئة الفرخ المنتوف وأنبت الله تعالى عليه شجرة من يقطين فقال رجل لابن عباس: أليس اليقطين هو القرع؟
قال ابن عباس ما جعل القرع أحق من البطيخ بل كل ما نبت على الأرض فهو يقطين، فكان يونس يستظل بظلها فهو أصلح لأن البطيخ يمكن أكلها والقرع الذي لا يؤكل ولم يبلغنا أته كان عند يونس من يصلح له طعامه، قال: فبينما ذات يوم هو غائب عنها إذ سلط الله تعالى عليها دودة فأكلتها فسقطت ويبست، فحزن يونس حزنا شديدا وذكر ما قال الله تعالى وعاتبه في آمر قومه حين لم يذهب إليهم ولم يهتم لأمرهم ولم يحزن على أسارى بني إسرائيل في أيدي الأعداء، ثم إن الله تعالى أمره بالخروج من بطن الحوت فقال: وأبلتنا عليه شجرة من يقطين وأرسلنه إلى مائة الف أو يزيدوب [الصافات: الآيتان 146، 147] قال: فجاء يونس إلى آسارى بني إسرائيل وقال لهم: قد حان وقت فرجكم فاخرجوا معي فقالوا: أنت مصدق عندنا ولكنا عبيد هؤلاء القوم فأتهم وقل لهم إن أذنوا لنا خرجنا معك فأتاهم يونس وذكر لهم ولملكهم فكذبوه وقالوا: لو علمنا أنك صادق لفعلنا، وأنا أتيناكم في دياركم وقراكم فسبيناكم فلو كان كما يقول لمنعكم الله تعالى متا، فطاف يونس فيهم أياما يدعوهم إلى الايمان بالله وإلى تخلية سبيل قومه فأبوا فأوحى الله تعالى إليه قل لهم إن لم تؤمنوا ولم تفعلوا ما أمرتكم به صبحكم العذاب غذا فأبوا عليه، فخرج منهم فلما فقدوه ندموا، فقال عقلاؤهم اطلبوه فإن قد خرج فقد صدق فطلبوه فلم يجدوه فقيل لهم: إنه قد خرج بالعشي فقالوا لبني إسرائيل ما
Bogga 292