289

============================================================

ذكر يونس عليه الشلام وفي كلها تصيبه القرعة فذلك قوله تعالى: فساهم فكان من المذحضين } [الضافات: الآية 141] فقال القوني فقالوا: والله لا نفعل فأوحى الله تعالى إلى الحوت في آخر بحر من البحور فجاء فأحاط بسفينتهم فاغرا فاه فأمرهم يونس آن يحملوه ويلقوه في الماء فحملوه إلى جانب من السفينة فرأوا الحوت هنالك فلما أعياهم قال: اقذفوني فقذفوه فالنقمه الخوث وهر مليم[الضافات: الآية 142) فأوحى الله تعالى إلى الحوت أن لا يفسد له لحما ولا يكسر له عظما فإنه نبي وصفي ولست آجعله لك طعاما بل جعلت بطنك سجتا له فقال الحوت: أما إني سأحفظه حفظ الوالدة ولدها ومضى الحوت به ومضى القوم في سفيتهم وانطلق الحوت إلى مسكنه في البحر وطاف به في بحار الدنيا اربعين يوما ويونس يرى ما وراء بطن الحوت كما يرى الإنسان من وراء الزجاجة فأبصر من عجائب الله تعالى في البحر ما لم يسمع أحد وجعل يسمع تسبيح دواب البحر، فقال: سبحانك ما أعظمك وحبسه الله تعالى في جوف الحوت آربعين يوما مقدار ما كان قومه في العذاب حتى أصابه من المحنة والشدة ما أصابهم ثم إنه دعا وقال إللهي وسيدي في الأرض قدرتك وفي السماء عرشك وعظمتك وفي البر ملكك وفي البحر عجائبك يا سيدي من الجبال أهبطني وفي البلاد صيرتني وفي الظلمات حستتي ظلمة الليل وظلمة الماء وظلمة بطن الحوت إللهي سجنتني في سجن لم تسجن به أحذا قبلي وعاقبتني بعقوبة لم تعاقب بها أحدا قبلي وجعل يقول: لا إله إلا أنت سبحنك إتى كنث من الظرمين [الأنبياء: الآية 87] فسمعت الملائكة بكاءه وعرفوا صوته وبكت الملائكة لبكائه وقالوا: يا سيدنا نسمع صوت ضعيف من مكان غريب قال الجبار: إن ذلك عبدي يونس عصاني فحبسته في بطن الحوت قالوا: إللهنا العبد الذي كان يصعد له كل يوم وليلة العمل الكثير قال الله تبارك وتعالى: نعم يا ملائكتي وهذه عقوبتي لأنبيائي فكيف لأعدائي فشفعت له الملائكة والسملوات والأرضون فبعث الله تعالى جبرائيل وقال له: انطلق إلى الحوت الذي حبست يونس في بطنه فقل له: إن لي في عبدي نظرا وقد رضيت عنه فاذهب فاقذفه في الموضع الذي التقمته منه، فقال الحوت: إللهي كنت قد أكرمتني به وأنستني بسبيحه، فالآن تخرجه من بطني، فقال الله عز وجل: إني إنما سجنته في بطنك وقد آقلته عثرته قال فجاء جبرائيل ومعه الحوت حتى بلغ شاطىء دجلة فدنا جبرائيل من في الحوت وقال: السلام عليك يا يونس، إن الله سبحانه يقريك السلام وأمر الحوت بقذف يونس فقذفه مثل الفرخ الممعوط فاحتضنه جبرائيل فذلك قوله تعالى: فلولا أنه كان من المسبوين لليت فى بطنهه إلن يوم يبعثون فنبذنله بالعرآه وهو سقيە [الصافات: الآيات 143 - 145)] قال ابن عباس قال: قال رسول الله: من قال هذه الكلمات التي قالها يونس من قوله: أن لا

Bogga 289