============================================================
ذكر سليمان عليه السلام ومما قص الله علينا من نبا سليمان وما سخر له من الشياطين حتى يعملوا له ما يشله من تحكريب وتكثيل وجفان كالجواب} [سبأ: الآية 13] أي كالحياض، قال : ( ومن الجن من يعمل بين يدتيه بإذن رته ومن يرغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير} [سبأ: الآية 12]، قال قوم إن الله بعث ملائكة من الزبانية معهم حراب من نار فمن عصى سليمان من الشياطين أو جن طعنوه بحربة من نار، وقال آخرون: بل معناه نذقه في الآخرة من عذاب السعير في جهنم، وروي أتهم كانوا لا يتجاسرون على النظر في وجهه ومن فعل ذلك أصابته شعلة نار فأحرقته ويروى أنه كان يأمرهم فيعملون للناس ما يريدون من الأعمال، قالوا: وكان إذا ذهب منهم شيطان أو جني لعمله كان ينبغي أن يستعمله يومه إلى الليل فإن فرغ قبل الليل ولم يكن له عمل عاد على عمله فأفسده. ومما روي من أخبار سليمان حديث سؤاله ربه ليأذن له في إطعام الخلق، روى أبو عبد الله في كتابه قال: لما أعطاه الله من الملك ما أعطاه أحب أن يفعل فعلا لم يسبقه أحد فاستأذن ربه أن يأذن له فيطعم الخلق، قال: ويجب آن يكون مراده إطعام من في ولايته ومملكته منهم فإيه كان لا يعلم جميع خلق الله تعالى في بلاده فكيف يقصد لأمر محال في مقدروه، قال: فقال الله يا سليمان إنه لا يطعم عبادي غيري ولا يسعهم إلا رزقي فعاود ربه أن يأذن له وأن يعينه على ذلك قال: فأذن الله له فأمر الإنس والجن والشياطين والدواب والطيور وكل من كان في طاعته من أنواع الخلق بجميع الأطعمة في ساحل من سواحل بحر الشام واجتهدوا في ذلك أربعين يوما وقيل أربعة أشهر حتى جمع من الطعام أمثال الجبال حتى قال الناس إن سليمان بقي بما قال، ثم إنه جاء يوما من الأيام لينظر إلى ما جمع له من الطعام فجعل يطوف عليه ويتعجب من كثرته فأوحى الله تعالى إلى داية من دواب البحر الذي هو ساحله أن تخرج رأسها من الماء وتسأل سليمان أن يطعمها فأخرجت الدابة رأسها وقالت: السلام عليك يا سليمان، قال: وعليك السلام قالت: أنا اليوم ضيفك فأطعمني قال سليمان: اذهبي فكلي من الطعام ما شئت فأخرجت الدابة عنقها وفتحت فاها فالتقمت ما جمع سليمان كله ولم تغادر منه شيئا، ثم إنها تنطقت وقالت: يا سليمان: أطعمني فإني ضيفك قال سليمان: سبحان الله أو ما شبعت مما اكلت؟ قالت: لا، وإنما اكلته فهو لبث ببطني وأنا أحتاج لتمام غدائي إلى مثليه فعجب سليمان من أمرها، فقال: وأنت تأكلين كل يوم مثل ذلك قالت نعم هذا الذي ذكرت لغدائي وأحتاج لعشائي مثل ذلك يا سليمان كيف ظننت أتك تطعم خلق الله تعالى، وأنت لا تقدر على أن تشبع دابة من دوابه قال سليمان: أظن أنه ليس في البحر دابة هي أعظم منك، قالت: غلطت يا سليمان إن في البحر لمن الدواب التي خلقها الله تعالى ما لو دخلت أحد منخريها وخرجت من الآخر لم تشعر هي بذلك من عظم خلقها، فقال سليمان وكم آنتم
Bogga 274