============================================================
ذكر سليمان عليه السلام فأخذ الخاتم من جرادة وجعله في إصبعه وجلس على سرير سليمان، فلما خرج سليمان قال لجرادة الأمينة: أين خاتمي؟ قالت: ومن آنت؟ قال: سليمان بن داود قد تغير حاله لما أراد الله تعالى من ابتلائه حتى لم تعرفه، فقالت: كذبت إن سليمان قد أخذ خاتمه وهو على سريره في ملكه، وفي رواية أخرى قالت له: يا نبي الله ألست قد أخذت خاتمك؟ قال: ما أخذته قال: يا آمينة لا تخونيني وقد ائتمنتك فقالت: وأنت يا نبي الله لا تظلمني وقد أخذت الخاتم مني فذكر سليمان خطيئته وأنه نظر فرأى شخضا جالسا مكانه على كرسيه في هيئته وقد عكفت عليه الجن والإنس فعلم أن الله تعالى قد عاقبه بخطيئته فلف رأسه بثوبه وخرج هاربا مستخفيا قال: ثم إنه يأتي الدور والأبواب إذا احتاج إلى شيء فسأل فيقال من أنت؟ فيقول سليمان فيسبونه ويطردونه ويحتون عليه التراب ويقولون: هذا مجنون يزعم أته سليمان بن داود فلما رأى ذلك خرج إلى ساحل البحر وروى الحسن أن سليمان جاء بعض آبواب بني إسرائيل وهو جائع عطشان فقرع الباب فخرجت إليه امرأة فقالت: ما حاجتك؟ قال: ضيافة ساعة، قالت: إن زوجي غائب ولا ينبغي أن أدخل بيتي رجلا غريبا وهذا وقت إتيانه فادخل البستان فإن فيها ماء وثمارا فأصب منها فإذا جاء زوجي طلبت إليه أن يضيفك فدخل البستان واغتسل مما ناله من الغبار وتناول من الثمار ووضع رأسه ونام فآذته الذباب فمرت به حية سوداء فعرفت آنه سليمان فانطلقت فأتت ببعض ريحان من البستان وجلست إلى سليمان تذبب عنه الذباب، فلما رجع زوجها قصت عليه القصة فدخل الزوج بستانه فرأى الحية وصنيعها فدعا امرأته وقال: انظري هل رأيت أعجب من هذا ثم إن الرجل مشى إلى سليمان فتنحت الحية عنه فأيقظه الرجل وقال له: يا فتى منزلنا هذا لك واسع وليس لنا شيء دونك فقد عرفنا كرامتك على الله تعالى وهذه ابنتي زوجتكها وكانت من آجمل الناس فتزوجها سليمان وأقام عندها ثلاثة أيام ثم قال: إنه لا يستغني أن أثقل عليكم سأطلب معيشتي ومعيشة أهلي فخرج إلى ساحل البحر وفي رواية الأولى أنه لما غلبه الشيطان خرج هاريا من حياء الناس فأتى ساحل البحر فرأى قوما من الصيادين فجعل يعمل لهم، ويأخذ كل ليلة بما يصيبه منهم إلى أهله ولما أن طال الأمر أنكر الناس فعال صخر المارد وأحكامه فظنوا أثه سليمان وقد تفير عن سنته، فقالوا لآصف: ألا ترى إلى ما يصنع؟ قال: نعم دعوني أعلم لكم شأنه فانطلق إلى نسائه فكان لا يحجب عنهن فسألهن عن حاله فقلن: قد أنكرن أفعاله فإنه يطلبنا عند الحيض، قال: فهل تؤاتينه قلن: لا، قال ابن عباس ومن زعم أن الشيطان يأتي لنسائه فقد كذب لأن سليمان كان اكرم على الله وكذلك سائر الأنبياء من أن يسلط الله على نسائهم الشياطين وحاشاهم عن ذلك ولكن الله قطع شهوة العين فلم يرد النساء البتة وضجر الناس
Bogga 270