============================================================
ذكر سليمان عليه السلام سمعت بأن لك سريرا عظيما شريفا، فقالت: نعم، قال: فهل يشبه السرير الذي أنت عليه سريرك فنظرت وتأملت فكانوا قد غيروا أركانه فقدموا وأخروا وبدلوا مواضع جواهره وألواحه فكأنها كانت تعرف بعضه ولا تعرف بعضه فقالت مقالة عاقلة ولم تصرح بالإثبات ولا بالإنكار فقالت قد شبه سريري هذا السرير في كثير من أحواله وهيأته ويخالفه بعضه فكأته هو ولا أدري، فذلك قوله: أهكذا عرشك قالت كأنه هر وأويبنا العلر من قبلها} [التمل: الآية 42] قال سليمان لها: بلى إنه عرشك، فقالت: ومن أين قدرتم عليه وقد أحرزته في بيوت حصينة؟ قال سليمان: وأوتينا علم الإتيان به من موضعه قبل إتيان بلقيس إلينا ونا مليين [النمل: الآية 42] أي المؤمنين المقرين بالله وبوحدانيته فلذلك أكرمنا بما أكرمنا به فلما استقرت في مجلسها قالت ريي إنى ظلمت نفسى [النمل: الآية 44] وروي أنها قالت لمقاول حمير انظروا إذا دخلنا على هذا الرجل فإن تركنا قياما فهو ملك جبار وإن أمرنا أن نجلس بين يديه فهو ملك غير جبار فلما دخلوا عليه وقاموا بين يديه، قال سليمان: إب الأرض لله يورثها من يشاء ين اد [الأعراف: الآية 128] فمن شاء قام ومن شاء قعد، ولما استقروا دعاها سليمان الى توحيد الله والإسلام فأسلمت، وقالت: رب إنى ظلمت نفسى} [النمل: الآية 44] بما كنت آسجد للشمس دونك فالآن قد أسلمت وصرت مع سليمان على دينه وملته وأخلصت لله رب العللمين} [النمل: الآية 44] .
ثم قال بعض الرواة إن سليمان تزوجها وأمسكها عنده وبعث بعض مقاول حمير إلى اليمن خليفة لها على بلادها وذكر محمد(1) بن إسحق صاحب المغازي أن سليمان قال لها حين أسلمت: اختاري أي رجل شئت من قومك أزوجك منه فقالت أو مثلي يا نبي الله في حالي وملكي أتزوج الرجال، قال سليمان: نعم فإنه لا يكون في الإسلام إلا ذلك قالت: فإن كان لا بد فزوجني ملك همذان (2) فإنه من أصل تبع اليمن فزوجها إياه وردها إلى اليمن معه ودعا زوبعة أمير جن اليمن وقال له: اعمل لهما ما استعملاك ولقومهما فمن ثم صنعت الجن الصنائع باليمن فلم يزل ملك اليمن ومعه بلقيس بمنشور سليمان إلى آن مات سليمان: (1) محمد بن إسحلق بن يسار ثقة حسن الحديث، قال الشافعي من آراد أن يتبحر في المغازي فعليه باين إسحق مات سنة 150 وقيل 151ه له ترجمة في: ابن حجر العسقلاني تهذيب التهذيب 38/9، الذهبي - ميزان الاعتدال 468/3، السيوطي - طبقات الحفاظ ص 75.
(2) همذان: بالتحريك، والذال المعجمة، وآخره نون فتحها المغيرة بن شعبة سنه (24 ها. ياقوت الحموي، معجم اللدان 5/ 410.
Bogga 264