252

============================================================

ذكر سليمان عليه الشلام معه حضانه يحفظه فجلس سليمان مجلسا وبعث إلى من أمر برجم المرأة أن لا تعجل في أمرها حتى يأتيه رسوله ثم إنه جعل أحد غلمانه الذين معه مكان المرأة وأربعة منهم مكان هؤلاء الشهود الأربعة وأمرهم أن يشهدوا على الذين هو بمكان المرآة بما شهد عليه الشهود عند داود فلما شهدوا فرق بينهم ثم دعا بأحدهم وقال: آثبتت الشهادة، قال: نعم، قال: فما كان لون الكلب الذي رأيته؟ قال: أسود، فقال سليمان: أخروا عني هذا ثم دعا بالثاني وسأله عن لون الكلب فقال أصفر فنخاه عنه ثم دعا بالثالث وسأله عن لون الكلب فقال أحمر فنخاه، ثم دعا بالرابع وسأله عن لونه فقال أبيض فجمعهم وقال: يا فجرة بالكذب أردتم آن تفتنوني حتى أرجم امرأة من المسلمين وهي بريثة ثم أمر سليمان الصبيان وقال: اقتلوا الشهود قال: فذهب حضانه الموكل عليه، فأخبر داود بما فعله سليمان فقال داود: علي بالشهود الذين شهدوا على المرأة ثم إنه فرقهم وسألهم واحذا واحذا عن لون الكلب فاختلفوا في لونه وقال كل واحد لونا خلاف ما قال الآخرون فأمر بهم فقتلوا وذلك أن المرأة قد رجمت ويقال: لا، بل أمر بهم فجلدوا وخلى عن المرأة فذلك أول ما استبان من فهمه أي من فهم سليمان. وكانت ثانية أن امرأتين كانتا تغسلان الثياب في صحراء ومعهما صبيان لهما رضيعان فجاء الذئب فاستلب أحد الصبيين فادعت المرأتان في الصبي الباقي وكل واحدة منهما تزعم أنه ولدها وأن الذي سلبه الذئب ولد الأخرى ثم دخلتا على داود للخصومة فقضى داود لاحداهما ما وجب في الحكم وخرجتا فمرتا على سليمان، فقال: ما قضى بينكما نبي الله؟ فقالت: قضى بي لي ثم إن سليمان دعا بالسكين وأخذ الصبي من المرأة فقالتا وما تريد أن تصنع؟ قال: أقطع الصبي بينكما نصفين، فقالت إحداهما لا تفعل ادفعه إلى صاحبتي فقد رضيت وبكت، وقالت الأخرى: أنا أرضى أن تقطعه نصفين إن كان ولا بد، فقال سليمان إنه ولد هذه التي بكت ولم ترد القسمة ولو كان ولد هذه لم ترض بقطعه نصفين فذكر ذلك لداود فعجب من فهمه وأمر بدفع الولد إلى التي أبت القسمة. وكانت ثالثة وهي أن داود وسليمان كانا يمشيان في الطريق إذ رأيا صبيا مع قوم يسمى الصبي ابن الدم فسأل داود عن اسم الضبي فقالوا: ليس له اسم إلا هذا، فقال داود: ما معنى تسميته باسم الدم فقال سليمان: أأبحث عن هذا يا نبي الله فقال: إن شئت فرجع سليمان إلى منزله وأمر أن يستحضر القوم الذين كان الصبي معهم ففرق بينهم وسألهم وبحث عن حال الصبي حتى أقروا بأنه كان له أب وصى أن يسمى ولده ابن الدم إذا ولد ثم جد في البحث حتى أقروا بقتله أي بقتل الأب وأنه لما أشرف على الموت وأوصى إن كانت جارية ابنة الدم فجاء سليمان إلى أبيه فآخبره فاستحضرهم داود حتى أقروا عنده يما ذكروه لسليمان ثم إنه أرجع مال الصبي وأمر بقتلهم بأبيه. وكانت من أحكام سليمان رابعة وهي أن امرأة من بني إسرائيل

Bogga 252