227

============================================================

ذكر الياس عليه السلام وتلاميذه فقال: إني أوخد الله تعالى وأدعو الخلق إليه فقال: ألا تخاف أن أقتلك؟ فقال ذو الكفل: اسمع مني ولا تغضب ولا تعجل فقال الملك قبل فافتتح كلامه بحمد الله تعالى وثنائه ثم قال أيها الملك إنك تزعم أنك إلله فما تقول أأنت إلله الخلق جميعا أم إلله قومك، فإن كنت إلله قومك فمن إلله سائر الخلق، وإن كانت إلله الخلق جميعا فكيف ولا سلطان لك إلا على من في بلدك فبهت الملك وقال: ما تقول أنت؟ قال: أقول إللهك وإلكه الخلق كلهم هو إلله السمنوات والأرضين وخالق الشمس والقمر والنجوم والجبال والبحار والدواب فاتق الله تعالى واحذر عذابه، فقال الملك فما جزاء من عبد هذا الاكه قال الجنة الدائمة قال وما الجنة؟ فوصف له ذو الكفل الجنة ونعيمها وما أعد الله تعالى فيها لأهلها ووصف له الجنة وحال أهلها فيها ورغب الملك ترغيبا تاما فقال الملك: وما جزاء من عصى هذا الاكه؟ قال: التار فوصف له جهنم وعذابها وما أعذ الله تعالى لأهلها فيها وذكر حالهم فيها وخوفه أشد التخويف فرق الملك لقوله وبكى ثم قال له: أتكفل لي بهذه الجنة التي وصفت وبالنجاة من التار الذي ذكرت إن آمنت بإللهك وعبدته فقال: نعم، وأكتب لك بذلك كتابا على الله تعالى إذا قدمت عليه، وفى لك بما تكفلت لك وزيادة قال الملك فاكتب الكتاب فقال بسم الله تعالى هذا كتاب كتبه فلان الكفيل على الله تعالى لكنعان الملك ثقة منه بالله تعالى أن لا يضيع أجر من أحسن عملا وأن لكنعان على الله تعالى بكفالة فلان إن تاب ورجع وعبد ربه أن يدخله الجنة وينجيه من النار فإنه رحيم بالمؤمنين واسع الرحمة سبقت رحمته غضبه ثم إنه ختم الكتاب ودفعه اليه فقال الملك فأمرني الآن كيف أصنع فأمره فاغتسل ولبس ثيابا طاهرة ثم عرض عليه الاسلام فتشهد شهادة الحق وعلمه الشرائع والصلاة والصوم فقال الملك: إنه لا إصلاح لي الآن إلا أن أخرج من ملكي هذا وألحق بالناس فأعبد الله تعالى معهم فخرج من بين قومه مستخفيا ففقدوه وطلبوه فقيل: إن ذا الكفل أفسده عليكم فطلبوا ذا الكفل فتوارى عنهم فخرج قوم منهم في طلب الملك يسألون عنه حتى وجدوه في آرض بعيدة ورأوه يصلي فلما رأوه خروا له سجذا فانصرف إليهم وقال: لا تسجدوا لأحد دون الله تعالى واعلموا آني آمنت برب السماء والأرض والشمس والقمر والتجوم ثم وعظهم ودعاهم إلى الاسلام فأسلموا ثم إن الله تعالى قضى آن حضرته الوفاة فقال لقومه : لا تبرحوا فقد حضر أجلي حتى تدفنوني ثم إنه أخرج الكتاب الذي كتب له من يد ذي الكفل فقال: اقرؤوه فقرؤوه وعلموا ما فيه فقال: إذا مت فادفنوا هذا الكتاب معي فدفنوه والكتاب معه ووضعوه على صدره فبعث الله تعالى ملكا حتى رفع الكتاب ورده إلى ذي الكفل وقال له: يا ذا الكفل إن الله تعالى وفى للملك بما تكفلت له من الله تعالى ويقول هكذا أفعل بأولياني وأهل طاعتي فخرج ذو الكفل إلى الناس من موضعه فأخذوه فقالوا له: أنت

Bogga 227