============================================================
ذكر موسى عليه السلام العذراء البتول الذي يصنع الآيات والعجائب ويحيي الموتى ويبرىء الأكمه والأبرص ويخلق من الطين كهيثة الطير بإذني ويبشر بالنبي العربي من ولد قيذار بن إسماعيل، يبعث من بين جبلي القدس راكب الجمل صاحب الهراوة والعمامة والنعلين يبعث في آخر الزمان على حين فترة من الرسل اسمه محمد وأحمد أختم به النبوة وأفتح به الدين لم تلد النساء بعده ولا قبله مثله، الأنجل العين الصلت الجبين المقرون الحاجبين البادي العنفقة الرجل الشعر الشثن الكفين والبنان الحسن، الثغر المفلج الثنايا الكث اللحية، النكاح النساء القليل النسل أمته خير الأمم التي أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويرضون مني باليسير من الرزق وأرضى منهم باليسير من العمل وأدخلهم الجنة بشهادة أن لا إلله إلا الله، يقاتلون بقضبان الحديد صفوفهم في صلاتهم كصفوفهم في قتالهم، يأتزرون على أنصافهم ويطهرون أطرافهم، جعلت لهم الأرض مسجذا وطهورا يصلون حيث أدركتهم الصلاة لهم دوي بالقراءة تفتح لهم أبواب السماء وأنزل عليهم رحمتي أشداء على الكفار رحماء بينهم إذا رأيتهم عرفتهم أنهم أهل ركوع وسجود سيماهم في وجوههم من أثر السجود يقاتلون صفوفا وزحوفا ويصلون ركوغا وسجودا وقياما وقعودا أناجيلهم في صدورهم وقربانهم في بطونهم، نساؤهم أيامى لطول غيبتهم في الجهاد ولسن بأيامى وأولادهم يتامى لغربة آبائهم وليسوا بيتامى ويطلبون الغزو بكل أفق رهبان الليل ليوث النهار أنا أعطيهم قبل أن يسألوني وأستجيب لهم قبل أن يدعوني، ذلك فضلي أوتيه من أشاء وأنا ذو الفضل العظيم أظهر دينهم على الدين كله ولو كره المشركون وأفتح لهم فتخا مبينا وأنصرهم نصرا عزيزا وأجعل محمدا أول شافع وأول مشفع أختم به الرسالة وأفتح به الشفاعة، يا موسى مر بني إسرائيل آن لا يغيروا نعته وصفته ولا يكتموها وإنهم لفاعلون، فخر موسى لله ساجدا وقال: إللهي لقد أكرمت هذا العبد وهذه الأمة بما أسمع، فقال الله تعالى: إنى اصطفيتك على الناي برسكتى وبكلنبى فند ما ماتيتك وكن مرب الشكرين} [الأعراف : الآية 144] ولما فرغ موسى من سؤال الرؤية وجواب الله تعالى له، وكان قد خرج بجماعة من بني إسرائيل فتركهم في أصل الجبل وعجل إلى رؤية الله فقال الله تعالى له: وما أعجللك عن قرمك يلموسى قال هم أزلاه على أثرى وعجلث إلتاك رب لترضى [طل: الآيتان 83، 84] وما أعجلك عن قومك يا موسى، قال: هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى ويقال إنما سأله الله تعالى عن قومه بني إسرائيل، قال: وما أعجلك عنهم حتى جيت ولم تحضرهم معك؟ فقال: هم أولاء على آثري أي خلفتهم ورائي عجلت إليك إذ أمرتني أن آتيك لتعطيني الكتاب وترضى عني قال الله تبارك وتعالى: فإنا قد فتنا قومك من بعدك} (ططه: الآية 85]، قال: يا رب وبأي شيء
Bogga 202