============================================================
ذكر موسى عليه السلام ريك أن يبلغا أشدهما ويستخرما كنزهما} (الكهف: الآية 82] فأمرني بإصلاح الجدار لثلا يسقط فيظهر الكنز فيضيع وما فعلته عن أمري ورأيي بل فعلته بأمر الله تعالى ذلك تاويل ما لر تسطع عليه صبرا [الكهف: الآية 82] وروي عن رسول الله قال : "ارحم الله أخي موسى لو صبر مع الخضر لرأى منه عجائب وأخبرنا الله تعالى بذلك"، ثم قال الخضر لموسى: كفى لك (بالتوراة)(1) علما وكفاك بشغل بني إسرائيل شغلا وروي أنهما كانا جالسين في ظل الجدار جائعين إذ جاء جبرائيل وبإحدى يديه ظبي قد آخذه من الفلاة وبيده الأخرى طبق مغطى فجاء بالطبق فوضعه بين يدي الخضر قال: هذا غداؤك وكان عليه ألوان الطعام مهيأ ويقال: كان من طعام الجنة وجاء بالظبي إلى موسى وقال: هذا غداؤك فخذه، وقال: فأخذه الخضر وجلس يأكل من الطعام الذي على الطبق وأخذ موسى الظبي فذبحه وسلخه وأخذ من لحمه ثم طلب حطبا ونارا وجعل يلقي من اللحم على النار فإذا قارب الشوى بلغ منه فأخذه فنهشه وكانت النار ربما تطفا فينفخ وتدمع عيناه من الدخان فنظر إليه الخضر فضحك فقال له موسى: أمني تضحك؟ قال: لا، ولكن أضحك من صنيع الله تعالى بالقانع والساخط قنعت أنا فأتيت بطعام مهيا وسخطت أنت فأوتيت برزقك مع هذا العناء والمشقة، ثم قال الخضر موى: يا موسى قد صحبتنا وبقيت في صحبتنا فارجع إلى قومك فقال موسى للخضر: أوصني بوصية قال الخضر لموسى: يا موسى كن بشاشا ولا تكن غضباتا وكن نفاعا ولا تكن ضرارا وانزع عن اللجاجة ولا تمش في غير حاجة ولا تعير الخاطنين بخطاياهم وابك على خطيئتك با ابن عمران ثم افترقا ورجع موسى ويقال موسى ويوشع: ومما كان في التيه(2 إن الله تعالى أعطى موسى التوراة وكلمه وقصة ذلك أن الله تعالى لما حرم التيه على بني إسرائيل وبقوا فيه ولم يكن لهم من أشغال الدنيا شيء وأمر يشتغلون به فقالوا لموسى: يا موسى لا بذ لنا من كتاب نقرأه وشريعة نعمل بها، فسأل موسى ربه فقال الله تعالى نعم، وواعده أن يخرج إلى طور سيناء وأن يصوم ثلاثين يوما، ثم يأتي طور سيناء فيكلمه ويعطيه الكتاب والشرائع قال: فانطلق موسى إلى الطور واستخلف على قومه (1) جاء في الأصل (التورية) والصواب (التوراة).
(2) انظر تفاصيل هذا الباب في: البخاري - صحيح البخاري 349/2 باب قول الله تعالى: ووعدنا موسى تليي ليلة (الاعراف: الآية 142])، الحاكم - المستدرك (باب رؤية الرب) 576/2، ابن كثير البداية والنهاية 378/1 (باب سؤال الرؤية)
Bogga 199