============================================================
ذكر موسى عليه السلام 12 فوجد امرأته قد ولدت، وقد جاءتها الملائكة وقبلتها وأصلحت شأنها وشأن الولد وأوقدوا لها نارا وجمعوا غنم موسى بعد انتشارها فضم موسى إليه أهله فانطلق بهم إلى مصر، والرواية الأخرى أن موسى لم يرجع إلى أهله بل تركهم فتوجه إلى فرعون قبل هؤلاء وكان لموسى ابنان أحدهما حسم بن موسى والآخر يهوذا بن موسى فلم يزل أهله وأبناؤه مقيمين هنالك لا يعلمون ما فعل موسى وأين ذهب حتى مر بهم بعض دعاة مدين فعرفهم وردهم إلى جدهم شعيب فمكثوا حينا حتى آخبر الله شعيبا بأمر موسى، ثم لما فلق الله البحر لموسى حتى جاوز هو وبنو إسرائيل بعث بهم شعيب إلى موسى فكان موسى لم يرهم أربعين سنة والله أعلم، قال وهب ثم أوحى الله تعالى في تلك الليلة التي كلم فيها موسى إلى هارون وبشره بنبوة موسى وأنه قد جعله وزيرا له في آمره وأخبره أن موسى قادم له وقال له إذا كان يوم الجمعة لغرة ذي الحجة قبل طلوع الشمس فبكر إلى شاطىء النيل تلق أخاك موسى، فخرج هارون في تلك الساعة من عسكر بني إسرائيل ووافى موسى تلك الساعة فالتقيا على شاطىء النيل فسأله هارون من أنت؟ قال: أنا موسى بن عمران، فقال هارون: أنا هارون بن عمران فاعتنقا وسأل كل واحد منهما صاحبه عن آمره وحاله بعده، ثم قال له موسى انطلق بنا إلى فرعون فقد أمرنا الله تعالى بذلك فانطلقا تحو مدينة فرعون لها سبعون صورا بين كل صورين رستاق(1) فيه سبعون ألف مقاتل وفي الرستاق أنهار ومزارع وحول المدينة التي يسكنها فرعون غيضة غرسها فرعون وسقاها من النيل حتى التفت وألقي فيها السباع والأسد فتناسلت وكثرت وكانت جنذا له من أجناده وجعل ظلال الغيضة طرقا مطرقة تفضي إلى أبواب المدينة ليس لأبوابها طرق غيرها فمن أخطأها وقع إلى الأسد فأهلكته، فانطلق موسى وهارون إلى أبواب المدينة عند الصور الأول فضرب موسى الباب بعصاه وكانت الحرس قد أغلقته فانفتح الباب له وكذلك فعل بسائر الأبواب كل صور منها حتى وصلا إلى الغيضة التي فيها الأسد فلما سمعت الأسد صوت موسى هربت منهزمة على وجهها إلى جوف الغيضة وكان لها ساسة فلم يدروا ما شأنها إلى آن ولى موسى وهارون وانتهى موسى إلى باب مدينة فرعون التي يسكنها وإلى أقرب أبوابها من قصره وهو الذي يدخل ويخرج منه فلم يجسر أحد أن يخبره قال وهب: وصل موسى إلى ذلك الباب يوم الاثنين لأربع خلون من ذي الحجة وهي هنالك إلى بكرة النحر، وقال محمد بن إسحلق بقي موسى هنالك سنين لا يصل إلى فرعون ولا يجسر أحد أن يخبره بأمرهما حتى لقيهما بطال لفرعون ومضحكة الذي يلاعبه فقال: هل تدريان لمن (1) رستاق: معناه قرية.
Bogga 173