137

============================================================

ذكر بوسف عليه السلام فأخبرته أن يوسف اكله الذتب فأعطني اليوم قميصك لأخبره أنك حي فأفرحه كما أحزنته. قال ابن عباس حمله يهوذا وخرج ماشيا حاسرا حافيا وجعل يعدو حتى آتى آباه وكان معه سبعة أرغفة فلم يستوف اكلها حتى بلغ كنعان وكانت المسافة ثمانين فرسخا فلما أتاه بالقميص القله على وجهه فأرتد بصيرا (يوسف: الآية 96] قال الضحاك رجع إليه بصره بعد العمى وقوته بعد الضعف وشبابه بعد الهرم وسروره بعد الحزن عن ابي هريرة(1) رضي الله تعالى عنه قال : كان يعقوب عليه السلام أكرم أهل الأرض على ملك الموت وأن ملك الموت استأذن ربه في أن يأتي يعقوب فأذن له فجاءه فقال له يعقوب: يا ملك الموت أسألك بالذي خلقك هل قبضت نفس يوسف فيمن قبضت من النفوس، فقال: لا، ثم قال له ملك الموت يا يعقوب ألا أعلمك كلمات، قال: بلى، قال: قل يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا ولا يحصيه أحد غيرك، قال فدعا بها يعقوب في تلك الليلة، فلم يطلع الفجر حتى طرح القميص على وجهه فأزتد بصيرا} [يوسف: الآية 96]، فقال لهم عند ذلك: ألم أقل لكم إن أغلم من الله ما لا تعلموب قالوا يكأبانا استففر لنا ذثوبنا إنا كنا خطعين قال سوف أستغفر لكم ر ) ايوسف: الآيات 96 - 98) الآية، قال أكثر المفسرين أخر ذلك إلى السحر من ليلة الجمعة، فوافق ذلك ليلة عاشوراء وذلك أن الدعاء في الأسحار لا يحجب عن الله تعالى فلما انتهى يعقوب إلى الوعد قام إلى الصلاة بالسحر، فلما فرغ منها رفع يديه إلى الله عز وجل وقال: اللهم اغفر لي جزعي على يوسف وقلة صبري عنه واغفر لولدي ما جنوا على آخيهم يوسف فأوحى الله إليه أني قد غفرت لك ولهم أجمعين، وقال وهب كان يستغفر لهم كل ليلة جمعة في نيف وعشرين سنة، أخبرنا الحسين بن محمد بن فتحويه، أخبرنا (عبد الله بن محمد بن شيبة)(2) أخبرنا أحمد بن السفر بن ثوبان البصري، أخبرنا إسحلق بن زياد الأرملي، أخبرنا الفضل بن حميد البغدادي، أخبرنا إسحلق بن زياد وابن ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن (عطاء الخراساني)(2) قال طلب الحوائج إلى الشباب أيسره منها (1) أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي اليماني حفظ عن النبي الكثير، وكان من أوعية العلم، ومن كبار أئمة الفتوى مع الجلالة والعبادة والتواضع ولي إمرة المدينة، وناب أيضا عن مردان في إمرتها توفي سنة (58 ه) له ترجمة في الذهبي، العبر 62/1، السيوطي، طبقات الحفاظ ص9.

(2) عبد الله بن محمد بن آبي شيبة الكوفي روى عن شريك وابن المبارك وابن عيينة وخلق وروى عنه البخاري، ومسلم وأبو داود، وابن ماجه، وأبو زرعة وخلق توفي سنة (235 ها، له ترجمة في ابن كثير البداية والنهاية 315/10، السيوطي، طبقات الحفاظ ص 189.

(3) عظاء بن آبي مسلم الخراساني أنزل الشام وأرسل عن جماعة من الصحابة، وعن أبي حنيفة ومالك (ت 135 ما، له ترجمة: طبقات ابن سعد آبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع الزهري البصري*

Bogga 137