135

============================================================

ذكر يوسف عليه السلام الذي حمل يوسف على هذا القول الذي كان بده فرج يعقوب وراحته وآخر بلائه ومحنته فقال (محمد بن إسحلق)(1) ذكر لنا أنهم لما كلموه بهذا الكلام غلبته نفسه وأدركته الرقة فارفض دمعه باكيا ثم باح لهم بالذي كان يكتم قال(2) هل علمتم ما فعلتم [يوسف: الآية 89] الآية وقال الكلبي إنما قال ذلك حين حكى لإخوته أن مالك بن دعر قال: إني وجدت غلاما في بثر من حاله كيت وكيت فابتعته من قوم بكذا وكذا درهما فقالوا له أيها الملك نحن بعنا هذا الغلام فاغتاظ يوسف من ذلك وأمر بقتلهم فذهبوا بهم ليقتلوهم فولى يهوذا وهو يقول كان يعقوب يبكي ويحزن لفقد واحد متا حتى كف بصره فكيف إذا أتاه خبر قتل بنيه كلهم، ثم إنهم قالوا له إن آنت فعلت بنا ذلك فابعث بأمتعتنا إلى أبينا فإنه بمكان كذا وكذا، فذلك الوقت رحمهم وبكى وقال لهم ذلك القول وقال بعضهم: إنما قال ذلك حين قرأ كتاب أبيه إليه، وذلك أن يعقوب لما قيل له إن ابنك سرق كتب إلى يوسف كتابا من يعقوب إسرائيل الله ابن اسحلق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله إلى عزيز مصر المظهر العدل والموفي الكيل، أما بعد فإنا أهل بيت موكل بنا البلاء فأما جذي فابتلي بالنمروذ فشدت يداه ورجلاه وألقي في النار فجعلها الله عليه بردا وسلاما وأما أبي فشدت يداه ورجلاه ووضع السكين على قفاه ليذبح ففداه الله بذبح عظيم وأما أنا فكان لي ابن وكان أحب أولادي إلي فذهب به اخوته إلى البرية ثم آتوني بقميصه ملطخا بالدم وقالوا: قد أكله الذئب فذهبت عيناي من بكائي عليه ثم كان لي ابن آخر وكان أخاه من أمه وكنت أتسلى به فذهبوا به ثم رجعوا وقالوا: إنه سرق وإنك حبسته لذلك، وإنا أهل بيت لا نسرق ولا نلد سارقا فإن رددته علي وإلا دعوت عليك دعوة تدرك السابع من ولدك فلما قرا يوسف الكتاب لم يتمالك نفسه من البكاء وعيل صبره، فأظهر لهم أمره وقال بعضهم: إنما قال ذلك حين سأل آخاه بنيامين هل لك ولد قال: نعم ثلاثة بنين قال: فما سميتهم؟ قال: سميت الأكبر منهم يوسف، قال: ولم؟ قال: محية لك ولذكرك قال: فما سميت الثاني؟ قال، ذتبا، قال: ولم والذئب سبع عاقر، قال: لأذكرك به، قال: فما سميت الثالث؟ قال: دما قال: ولم؟ قال: لأذكرك به فلما سمع يوسف هذه المقالة خنقته العبرة ولم يتمالك أن قال لإخوته: هل علمثم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنشر جهلوب} [يوسف: الآية 89] قالوا له: اء تلك لأنت يوسف} [يوسف: الآية 90]، قال (1) محمد بن إسحلق بن يسار، صاحب المغازي القرشي المطلبي، أحد الأئمة قال الشافعي (رضي الله عنه) من أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحلق (ت 151 ها.

(2) في الأصل (فقال) والصواب (قال}.

Bogga 135