272

Taariikhda Adduunka

تأريخ العالم

============================================================

صقلية فلاقاهم بيرس [قد2] الملك الطسالي، وأحاط بهم برا وبحرا، حتى علبهم وقهرهم وهربهم من صقلية. فلما غلبوا في جميع محاربتهم لأهل صقلية، رجعوا الى محاربة الرومانيين، وهم أهل رومة .

قال : فليت شعري إن كان هؤلاء الذين يستفظعون هذه الوقائع الحديثة يعرفون شييا من الآثار القديمة ا وبلى إنهم يعرفونها، إلا انهم لم ينصفوا في الحكم إذ قرنوا بينها وبين هذه ، لأن إبليس يوسوس في صدورهم ببغض هذا الزمان، لا بكثرة 140] بلاياه : لكن لظهور الايمان فيه ، فيؤديهم حسد الشيطان وكيده الى ان يستعظموا اليسير ويشنعوا الحقير، كما قد يعتري هذا للمتعادين الذين لا يرى بعضهم في بعض حسنا إلا قبحه، ولا محمودا إلا ذمه . فلذلك عادة الحسد ان يعمي القلب حتى لا يرى صاحبه الامركما هو في خياله ، فهؤلاء تعدهم من هذا الجنس ، الا أنهم أشقى الاجناس جدا وأسفههم رأيا ، لأن معاداة الله التي في قلوبهم ولدت عليهم معاداة الحق في آرائهم. ولسنا نقول هذا إلا متحزنين عليهم ومعالجين في اصلاحهم بالتعنيف ليفيقوا من دائهم ، لأن بأعينهم من يربهم الامور مضاعفة .

فربما فخم المبصر هون البصر. فكيف لبسوا هكذا وهم يرون أدب الوالد آفظع من نار العدو، فيجعلون إندار الله وإصلاحه وتنبيهه أو هي وأعظم بلاء من قهر السلطان وتحكمه؛ وإن كنا نقول إنهم لو فهموا ذلك الأب ، لطاب عندهم آدبه؛ ولو تأملوا مغبة الانذار، لخفت عليهم مشقته . وكان في رجاء الآخرة واستتباب الثواب، الذي كانوا لا يرجونه، قبل الايمان ، ما يهون عليهم الشدائد التي وعد الله بالاجر الصابرين عليها.

وأيضا فقد كانت لهم في أوائلهم قدرة في التهاون بالبلاء. فان منهم مشهرين أعلاما كانوا يتقللون المكروه العظيم بقتل المحبوب. لا لمعنى سوى استفادة الذكر وتخليد الشنعة. فمن هاهنا يجب لهم ان يقيسوا اين ينبغي ان يقع صبرهم واحتالهم لما يرجون عليه الثواب والحياة الدائمة من صبر آولتك على ما كانوا لا يرجون فيه غير الذكر في الدار الفاتية.

قال: وفي بعض ذلك الزمان، بعد بنيان مدينة رومة بأربعمائة وست وتمانين سنة (1) كذا في هذه الترجمة. أما في خطوطات الأصل اللاتيني ففي جضها: ارسماثة وثلاث وثانين، وفي جضها الآخر: اربعمائة وأربع وثمانين.

2

Bogga 272